نورا عبدالعظيم: كتابات طه حسين من أجل العدالة مدعومة بفهم عميق
قالت الدكتورة نورا عبدالعظيم الباحثة بمركز تحقيق التراث بدار الكتب، خلال ندوة «طه حسين أديبا» ضمن فعاليات الدورة الـ 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إن كتابات طه حسين من أجل العدالة مدعومة بفهم عميق.
وأضافت أن طه حسين كانت حججه في كتاباته من أجل العدالة والمساوة بفهم عميق وصادق، ومن الملاحظ أيضا تعاطفه مع مواطنيه المهزومين، وفهمه لأعماق المرأة ومشاعرها وأفكارها كزوجة وحبيبة وأم، فأصبح لديه نوع خاص من الأدب، وتنافس فيه القراء بحماس القراءة والتفسير، والمناقشة والتحليل، واستخراج معان واضحة من التلميحات الغامضة.
طه حسين رائدا التنوير
وتابعت: «من المعروف عن الدكتور طه حسين تأثره بالحركة الأدبية الحديثة في الوطن العربي وشمال إفريقيا، كما أنه أثر على حركة النهضة المصرية والحداثة في الأدب العربي الحديث، فيعد من أهم المفكرين والأدباء العرب في القرن العشرين، فقد امتلك بصيرة نافذة وإن حرم البصر، وقاد مشروعا فكريا شاملا استحق به لقب عميد الأدب العربي، وتحمل في سبيله أشكالا من النقد والمصادرة».
إنتاج طه حسين الغزير
وتابعت: «نظرا لإنتاج طه حسين الأدبي والفكري المتميز، وهذا واضح من خلال العديد من مؤلفاته، التي تحرت مناقشة قضايا مهمة سواء أدبية أو فكرية أو اجتماعية أو سياسية.. عرف عن طه حسين التميز والاختلاف والتحرر في كتاباته، فقد شن العديد من المعارك الأدبية في سبيل التنوير، واحترام العقل والفكر، وتحرير المرأة، وكان أولها في عام 1926 عندما أصدر كتاب «في الشعر الجاهلي»، الذي كان مثيرا للجدل إلى حد كبير في كل من الدوائر السياسية والأدبية».
وأثار طه حسين من خلال كتابه في الشعر الجاهلي، الكثير من الجدالات التي تصدرت عناوين الصحف آنذاك بين مؤيدين ومعارضين، وذلك بأنه خلص فيه إلى أن الشعر الجاهلي منحول. فذكر عميد الأدب العربي في هذا الكتاب أن كل الشعر الجاهلي وضع بعد الإسلام ممن اعتنقوا الإسلام ثم نسبوه إلي العرب في العصر الجاهلي، وكان السبب في هذا الوضع وانتحال العديد من الأسباب السياسية والدينية كأن «قريش» تحاول الإعلاء من شأنها بين القبائل الأخرى أو محاولة «الأمويين» إثبات أنهم الأحق بكل شيء في أمور الحياة، أو محاولات إثبات أمر من أمور الدين حسب تفسيرهم وأهوائهم، مما جعلهم يحاولون تأليف الشعر الذي يثبت ما يذهبون إليه ثم ينسبونه فيما بعد إلي العرب في الجاهلية، وإن الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في شىء وإنما هي منتحلة مختلفة بعد ظهور الإسلام فهي إسلامية تمثل حياة الجاهليين، وأكاد لا أشك في أن ما بقي من الشعر الجاهلي الصحيح قليل جدا لا يمثل شيئا ولا يدل علي أي شيء، ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي، وأنا أقدر النتائج الخطرة لهذه النتيجة.