من روائع الادب العالمى
«وسم السيف» قصة الأرجنتيني بورخيس عن الحرية ووخز الضمير
«وسم السيف» هي واحدة من القصص الشهيرة للكاتب الأرجنتيني المعروف بورخيس، الذي يهتم دوما في كتاباته بالصراع الإنساني الدائم بين البشر من أجل البقاء تارة ومن أجل الحرية تارة أخرى.
فمن المعروف أن بورخيس لا يكتب القصص من أجل التسلية أو الحكي بل من أجل اشعال شمعة تنير الظلام، لذا لم يكن الأمر مستغربا بالنسبة لبورخيس في هذه القصة التي نحن بصدد الحديث عنها أن يتحدث عن الصراع من أجل الحرية بل والحديث عن خيانة الوطنية.
تفاصيل القصة
راوي القصة هو بورخيس الذي ذكر اسمه صريحا في القصة التي كان بطلها.
يحكى بورخيس عن رجل إنجليزى يقيم في الولايات المتحدة يلقبونه بالإنجليزي تاكوارامبو في مطلع القصة يقول بورخيس ليس مهما أن يكون هذا الرجل إنجليزي أو أن يكون اسمه تاكارامبو، لكن ما كان يميزه هو تلك الندبة التى تحتل جزءا كبيرا من وجهه، كما كان الإنجليزي مصدر توجس وحيرة يقول البعض إنه كان تاجرا للمخدرات في البرازيل ويقول البعض لقد كان مهربا، ثم يقول الكاتب إنه جلس معه في إحدى الحانات فقال له الإنجليزي: «سأخبرك عن سر الندبة التي تمثل العار كله في حياتي، فأراد بورخيس أن يمتدحه فقال إن رجلا تسري فيه روح إنجلترا لا يلحقه العار.
فقال الإنجليزي: لست إنجليزيا بل أيرلنديا، يحكى صاحب الندبة عن اشتراكه في حزب ثوري ضد إنجلترا يهدف إلى الانفصال عن بريطانيا وأنه ذات يوم كان مع رفيق له يدعى جون مون، أوقفتهما دورية شرطة فتمكن من الإفلات بينما صديقه لم يستطع فأصيب في كتفه، فرجع له وكاد أن يفقد حياته بسبب ذلك ثم حمل صديقه وركض به وطببه وفى النهاية اكتشف أن صديقه يتصل بالشرطة ليبلغهم عنه، ثم شق وجهه بالسيف وخرج ولم يبين بورخيس سبب هذه العلامة هل كانت تدل على الولاء للشرطة او أنها لسبب ٱخر.
إلى هنا تسير أحداث القصة في طريق مستقيم غير متعرج لكن يفاجئنا بورخيس بنهاية مباغته حيث يقول الأيرلندي أنا جون مون الذى خان صديقه وأحدث ندبة في وجهه تدل على العار الذي لم أعد احتمله.