خبراء: الولايات المتحدة تعول على مصر دائمًا فى قضايا المنطقة
يزور وزير الخارجية الأمريكى أنتوني بلينكن مصر وإسرائيل والضفة الغربية بداية من الأحد للتشاور مع الشركاء بشأن مجموعة من الأولويات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا، وملف إيران، والعلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية والحفاظ على حل الدولتين، وحماية حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، بالإضافة إلى مواضيع أخرى.
وفى هذا السياق، قال مهدى عفيفي، المحلل السياسي وعضو الديمقراطي الأمريكي، إن بلينكن يزور القاهرة الأحد، ومن المقرر أن يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، ومسئولين مصريين رفيعي المستوى، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر وتعزيز السلام والأمن في المنطقة، بما في ذلك من خلال الدعم المشترك للانتخابات في ليبيا، والعملية السياسية الحالية في السودان بقيادة السودانيين.
وأضاف "عفيفى" فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التعاون بين مصر والولايات المتحدة تعاون قديم خاصة في القضايا الملحة مثل القضية الفلسطينية وأيضًا فى القضايا المحورية فى الشرق الأوسط مثل ما يحدث في لبيبا والسودان، ومحاولة التواصل مع تلك الدول بوساطة مصرية.
وأكد "عفيفي" أن الدور المصري دور مهم في تقريب وجهات النظر مع الدول العربية مثل ليبيا والسودان والتي تؤثر فيها مصر تأثير كبير.
وأشار "عفيفي" إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية كانت مقرر مسبقا قبل العملية التي وقعت بالأمس في القدس المحتلة وسبق هذه الزيارة زيارة مدير المخابرات الامريكية ومستشار الأمن القومي الامريكي الامر الذي يؤكد أن الزيارة لم تكن بسبب سوء الأوضاع الأمنية.
وأوضح أن الدور المصري مهم فى الملف الفلسطيني، ودائمًا تعول الولايات المتحدة على مصر فى حل المشاكل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين الفلسطينيين أنفسهم، وتقوم مصر بتوفيق الأوضاع دائمًا والوساطة بين الفصائل الفلسطينية.
وتابع "عفيفي": "لا أعتقد أن هذه الزيارة لوزير الخارجية الأمريكي ستشمل توقيع أى اتفاقيات بل أنها تأتي في إطار تغييرات المنطقة من بينها ملف ليبيا، السودان والملف الفلسطيني وضرورة الاستمرار فى حل الدولتين، ولهذا رأت الولايات المتحدة أهمية أن يأتي بلينكن إلى المنطقة في هذا التوقيت".
سياسى فلسطيني: وزير الخارجية الأمريكي سيمارس الضغط على فلسطين للتراجع عن قرار وقف التنسيق الأمنى
وفي السياق، قال الدكتور عماد عمر، الباحث الفلسطيني: لن تقدم هذه الزيارة شيئا جديدا للفلسطينيين سوى التعبير عن التعاطف مع الفلسطينيين ودعوة كافة الأطراف لضبط النفس، في ظل سياسات حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل لشرعنة الاستيطان وهدم الخان الأحمر وارتكاب مزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الفلسطينيين.
وأضاف "عمر" فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه من الواضح أن بلينكن سيمارس الضغط بشكل مكثف على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للتراجع عن قرار وقف التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال.
وأشار عمر إلى أن وزير الخارجية الأمريكي قد يحذر السلطة الفلسطينية من تبعات "خطيرة" و"وخيمة" جراء تطبيق هذا القرار على أرض الواقع، في المقابل، قد يكرر بلينكن التلويح بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة، وضخ مساعدات مالية تخفف من ضائقتها المالية .
وتابع "عمر": "يبدو أن الهدف الرئيسي لزيارة بلينكن، وإن جاءت بعد الأحداث المتلاحقة في القدس ونابلس وجنين، هو محاولة أمريكية لضبط سياسات رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المتعلقة بملف الحرب الأوكرانية، والملف الإيراني، ثم التغييرات القانونية والقضائية المقترحة في النظام الإسرائيلي، من جهة، وضبط النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما لا يحرج الولايات المتحدة مع الإقليم".