مريم الساعدي: «الكوتة» مرفوضة في الإبداع وهذا لا يمنع حاجة المرأة للدعم
شهدت القاعة الرئيسية "صلاح جاهين " ضمن النشاط الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 ، إقامة ندوة بعنوان "من الأدب النسوي العربي" بمشاركة كل من الكاتبة والقاصة الإماراتية مريم الساعدي، والكاتبة الشاعرة العراقية شهد الراوي، والكاتبة الروائية البحرينية ليلى المطوع، والكاتبة الروائية المصرية رشا سمير، وأدارتها الإعلامية سارة حازم.
وقالت الإعلامية سارة حازم، إن الأدب اختلفت حول التعريفات سواء كان هذا النوع من الأدب ما يناقش قضايا المرأة ويهتم بالموضوعات المتعلقة به، أو أنه الأدب الذي تكتبه المرأة بشكل عام سواء كان مهتم بقضايا المرأة أم لا .
من جهتها؛ قالت الكاتبة الروائية المصرية رشا سمير، إن مصطلح الأدب النسوي هو مصطلح يحيلنا إلى التصنيف، والذي بدوره يضعنا أمام ما يمكن وصفه بتقزيم القضية بشكل عام، خاصة أن وضع المرأة في خانة أنها لتستطيع أن تكتب إلا عن القضايا التي تخص المرأة ، ففى الأصل القضايا التي تخص المرأة يكتب عنها الرجل والمرأة ، وكان أبرز نموذج على هذا هو الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، والكاتب صنع الله إبراهيم .
وأضافت أن قضايا المرأة تبنتها نساء مصريات رواد وعظام منذ حفني ناصف وهدى شعراوي، وقد طالبوا بحقوق أساسية للمرأة كالحق في التعليم والحق في مباشرة الحقوق السياسية، ومن هنا فإن الأدب النسوي لا وجود له، ولكن ثمة قضايا نسوية يتم الدفاع عنها وتداولها عبر نصوص المرأة الإبداعية.
وأوضحت: "لا يليق ونحن في مطلع ألفية جديدة أن يخصص كوتة للمرأة للوصول إلى مناصب أو مكانة ولكن يفضل أن تصل وفقا لمجهودها وليس من خلال “كوتة”.. ومن هنا فلا يمكن أن تصنف الأدب وفقا لتداوله لقضايا المرأة إلى نسوي أو أدب ذكوري، خاصة أن أهم قضايا المرأة والدفاع عنها تناولها رجال أكثر من النساء.
من جهتها؛ أشارت الكاتبة الإماراتية مريم الساعدي إلى أن الكتابة من المفترض ألا يتم تصنيفها إلى نسوية أو غير، فالكتابة التي تتصدى لقضايا المرأة بشكل خاص هي نوع يكتبه باحث وليس مبدع، فالمبدع يكتب دون أن يحدد قضايا معينة ليتبناها، خاصة أنه دائما يكتب ليعبر عن حل أو موضوع إنساني سواء كان يمس المرأة أو غيرها.
وأضافت الساعدي أن القضايا النسوية لا يمكن إنكارها خاصة في المنطقة العربية، وما يرتبط بها من طبيعة الوعي الجمعي لمجتمعاتنا العربية والموروث الثقافي والاجتماعي وهو ما ينعكس على المرأة بشكل عام، وهذا لا يعني أنه مبرر لوجود كوتة للمرأة في الأدب من خلال طرح ووضع تصنيفات أدبية مثل ما نناقشه اليوم “الأدب النسوي هو أحد أوجه ذلك الدعم الذي نحتاج إليه ونبحث عنه في طرح قضايانا”.
ومن جانبها؛ قالت الكاتبة الرواية البحرينية ليلى المطوع: "لاشك أن قضايا النساء يكتب عنها النساء بشكل أفضل من الرجال، فهناك مشاعر إنسانية نسوية، لا يستطيع الرجل أن يعبر عنها، فتكوين المرأة مختلف بشكل كبير عن الرجل ومهما تخيل الرجل أثناء كتابته عن المرأة لا يمكن له القبض على تلك اللحظات والمشاعر وبالتالي فالتعبير عنها غالبا لا يمكن للكاتب الرجل الوصول إليه، وهناك أمثلة مثل قضايا الأمومة والتي بطبيعة الحال يعجز الرجل عن تجسيد تلك القضايا عبر كتابته .
وأكدت المطوع أن "الأعمال الأدبية يجب أن تصحح المفاهيم التي تعطي تمييزا سلبيا ضد المرأة، خاصة أن هناك صورة نمطية خاطئة عن المرأة تحتاج إلى أن يتم تصحيحها.
وذهبت الكاتبة والشاعرة العراقية شهد الراوي إلى التأكيد على أن "الحركة النسوية هي فلسفية تنهل من روافد متعددة قائمة على نظرية فلسفية، أما على مستوى الأدب النسوي، وعلى الرغم من أني لا أفضل تصنيف الأدب باعتبار أن الأدب لا يمكن تصنيفه على أساس الجنس، ولكن في العالم العربي هناك أديبات عربيات كتبت نصوص نسوية مارست فيها الفلسفة النسوية على النص مما يهشم البناء الأساسي للغة باعتبارها لغة ذكورية، وهو أدى إلى تعرض هؤلاء الكاتبات لانتقادات كثيرة.
واختتمت الراوي أن الأدب الذي تكتبه النساء لا يختلف بطبيعة الحال عن الأدب الذي يكتبه الرجال، وحال تم كتابة نص محمل بأيديولوجيا جندرية فهذا يؤدي إلى إنتاج نصوص مشوهة.