في عيدهم الـ71.. «معركة الواحات» ملحمة خلدت بدم 16 شرطيًا
«هيسيبوا الصحراء وهينزلوا المنطقة المركزية وسط أهالينا.. ومعاهم أسلحة ثقيلة وده لو حصل هتبقى كارثة.. مش عايزين نبقى رد فعل.. توكلنا على الله».. كلمات بسيطة رصدت عزم شهداء الشرطة في معركة الواحات على القضاء على الإرهاب على حساب أرواحهم.. وجب علينا في عيد الشرطة الـ 71 التحدث عن بطولتهم تخليدًا لذكراهم.
معركة الواحات
في 20 أكتوبر 2017.. خلد رجال الشرطة من الأمن المركزي والأمن الوطني ملحمة وطنية سطروها بدمائهم عندما خاضوا معركة ضد العناصر الإرهابية في منطقة الكيلو ١٣٥ بطريق «أكتوبر- الواحات»، وأسفر عنها استشهاد ١٦ من قوات الشرطة وإصابة ١٣ آخرين، ومصرع ١٥ إرهابي.
سيناريو المعركة
كانت البداية بمعلومات وردت للعقيد أحمد فايز، بقطاع الأمن الوطني يفيد تمركز عدد من الإرهابيين المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة في منطقة الواحات بقيادة الإرهابي عماد الدين عبدالحميد، وده الرجل الثاني في تنظيم "المرابطون" اللي أسسه الإرهابى هشام عشماوي، و ضابط الصاعقة السابق في الجيش.
ومن ضمن المعلومات أن الإرهابيين مختبئين في عمق الصحراء، وعلى الرغم من أن المكان كان في قلب الصحراء وهناك خطورة على مأموريات الشرطة، إلا أن شعورهم بالخوف على البلد من دخول الإرهابيين وسط الناس بأسلحتهم كان أكبر وضحوا بنفسهم ودخلوا الصحراء للإرهابيين فجرًا.
وتم إطلاق مأموريتين الأولى من محافظة الجيزة، والثانية من محافظة الفيوم، وتم مداهمة المنطقة وبمجرد اقتراب المأمورية الأولى من مكان الإرهابيين استشعروا قدوم القوات، وبادروا باستهدافهم باستخدام الأسلحة الثقيلة من جميع الاتجاهات، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات، حتى استشهد مجموعة من رجال الشرطة.
- خطف الحايس وتحريره
معركة الواحات كانت من أكبر التضحيات لرجال الشرطة فداءًا للوطن ونتج عنها استشهاد ١٦ من قوات الشرطة وإصابة ١٣ آخرين، ومصرع ١٥ إرهابي إلا جانب اختطاف النقيب محمد الحايس والتي كان يعزم الإرهابيين الهروب به إلى ليبيا.
فالثأر كان بسرعة للشهداء فمنذ وصول خبر استشهاد القوات للأجهزة الأمنية تم تمشيط منطقة الواحات بالطائرات العسكرية، إلى جانب مأموريات الداخلية لتمشيط المنطقة والاستعانة بمقتفى الآثر من البدو، خاصة عقب تتبع هاتفين محموليين كانا برفقة «الحايس» وغلقهما عقب 24 ساعة من المعركة، فتم تحديد النطاق الجغرافي للهواتف.
فأحدهما بالواحات والآخر بنطاق محافظة الفيوم، وتم تحديد مكانهما على بعد حوالي 30 كيلو من موقع الاشتباكات، وتم تتبع الأماكن التي سار فيها الإرهابيين من خلال الأقمار الصناعية ولكنهم كانوا يتنقلون بين الدروب الصحراوية ليلًا خوفًا من التتبع، حتى تم ضبطهما داخل كهف جبلي على بعد 100 كيلو متر من معركة الواحات، وتصفية 8 إرهابيين كانوا يحرسون «الحايس» في الكهف و7 آخرين في الصحراء.
وتبين أنهم كانوا يخططون لتوصيله لمنطقة درنة في ليبيا خلال 11 يومًا لولا تدخل القوات الأمنية وتصفية الإرهابيين وتحرير الحايس حيًا.
شهداء معركة الواحات 2017
1- اللواء امتياز كامل
اللواء امتياز إسحق محمد كامل حمودة من مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة، كان ضابطًا بإدارة العمليات الخاصة فى الأمن المركزى، وهو من مواليد منطقة العباسية بمحافظة القاهرة.
رحل وترك وراءه زوجته وولد، وابنتين ، إحداهما عمرها أربع سنوات، وحصل على العديد من الفرق التدريبية، وأطلقت محافظة القاهرة اسم «الشهيد العميد امتياز محمد كامل إسحق»، على مدرسة العباسية الثانوية بنات، بالوايلي تكريمًا لاسم الشهيد، وتم منح اسمه وسام الجمهوية .
2- الشهيد العقيد أحمد فايز
من مواليد السبعينيات فى محافظة أسيوط، وتخرج فى كلية الشرطة عام ١٩٩٥، والتحق بالأمن الوطنى، ليبدأ مسيرته فى مكافحة الإرهاب، وكان المسئول عن ملف الإرهاب فى محافظة الجيزة، متزوج ولديه ابنتان «ريناد وشادو».
كان شاهد الإثبات الأول فى قضية «خلية الصواريخ»، وجامع التحريات فى قضية «جند الشام»، وأحد ضباط فرقة «المهام الخاصة».
3- المقدم أحمد جاد جميل
من مواليد عام ١٩٧٦ بمحافظة الجيزة، وتخرج فى كلية الشرطة عام ١٩٩٩، وبدأ عمله فى أحد أقسام الشرطة، وانتقل لإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة، وعمل معاون مباحث بقسم شرطة بولاق الدكرور لمدة ٣ سنوات، وجرى تصعيده للعمل بقطاع الأمن الوطنى وهو برتبة نقيب، حتى وصل إلى رتبة مقدم.
4- المقدم محمد وحيد مصلحى
الشهيد محمد وحيد مصلحى من أبناء مدينة المنيا، وهو نجل اللواء وحيد حبشى، نائب مدير أمن السويس الأسبق، عمل بعد تخرجه فى كلية الشرطة، معاون مباحث بقسم شرطة المنيا، ثم انتقل للعمل بوحدة مباحث مركز المنيا، وآخر محطاته بجهاز الأمن الوطنى بالقاهرة، متزوج ولديه طفلان، هما أحمد وجودى.
5- المقدم محمد عبدالفتاح سليمان
الشهيد المقدم محمد عبدالفتاح سليمان، ينتمى لعائلة المغايتة بقرية الرحمانية بمركز ديرمواس، بالمنيا، تخرج من كلية الشرطة عام ٢٠٠١، متزوج وله طفلتان، الكبرى ٨ سنوات بالصف الثانى الابتدائى والصغرى بالحضانة، ووالده مهندس زراعى بالمعاش وشقيقه الوحيد يعمل بالنيابة العامة.
6- الرائد أحمد عبدالباسط
الشهيد الرائد أحمد عبدالباسط من قرية كفرالخضرة مركز الباجور، بمحافظة المنوفية، مواليد ١٩٨٥، كان يقيم بالقاهرة مع أسرته المكونة من الأب عبدالباسط داود مهندس بالمعاش، و٣ شقيقات، وأخ وحيد ملازم شرطة، محمد عبدالباسط خريج دفعة ٢٠١٧، تم إطلاق أسمه على مدرسة تجارية بالباجور، تخليدًا لذكراه.
7- النقيب كريم أسامة فرحات
من مواليد ١٩٨٩، دفعة ٢٠١٠، والده اللواء أسامة فرحات، كان مُصليًا، قارئًا للقرآن، بارًا بأهله، يتعامل برفق.
8- النقيب أحمد طارق زيدان
الشهيد البطل النقيب أحمد طارق زيدان، تخرج عام ٢٠١٣، وعُين بقطاع العمليات الخاصة، وأثبت كفاءة عالية أهلته للخروج فى مداهمات ضد الخلايا الإرهابية،استشهد بعدما أصيب ببتر فى القدم نتيجة تدهور حالته وإصابته بنزيف استمر لمدة ١٨ ساعة، ورفض أصدقاؤه الأبطال والناجون ترك جثمانه واصطحبوه داخل المدرعة رقم «٣» حتى لقى ربه متأثرًا بإصابته البالغة.
9- النقيب إسلام محمد حلمى مشهور
من قوة قطاع الأمن المركزى بمعسكر سلامة عبدالرءوف، أو «خريج المدرعة» كما كان يلقب نفسه، التحق بالعمل فى قطاع الأمن العام، وكان توزيعه على قسم شرطة الزاوية الحمراء التابع لمديرية أمن القاهرة، وشارك فى عدد من المأموريات والمداهمات.
10- النقيب عمرو صلاح الدين
من أبناء محافظة القاهرة، تخرج فى كلية الشرطة عام ٢٠١٢، والتحق بعد التخرج بإدارة العمليات الخاصة، وجرت ترقيته إلى رتبة رائد بعد استشهاده، وكان يستعد لزفافه بعد شهرين من استشهاده، إذ حجز مكان الزفاف قبل الحادث.
حصل على العديد من الدورات القتالية المتعلقة بالرماية واللياقة البدنية، وشارك فى فيلم «الخلية»، ودرب أبطال العمل على فنون القتال واستخدام السلاح، وارتداء ملابس الشرطة بطريقة مناسبة، ما جعل زملاءه يطلقون عليه لقب «بطل السينما والواقع».
11- النقيب أحمد حافظ شوشة
من أبناء السويس، تخرج فى كلية الشرطة عام ٢٠١٦، وانضم لقطاع الأمن المركزى، على الرغم من أنه كان مخيرًا بين العمل فى أقسام الشرطة أو الانضمام للقطاع، ورغم مشقة العمل فيه اختاره لتزداد خبراته سريعًا، وكان يؤدى تدريبات شاقة لرفع كفاءته القتالية وتأهل للمشاركة فى فرقة «المهام» القتالية.
وكان من أوائل الحاصلين على ما يسمى بفرقة «مهام»، التى يجرى التدرب فيها على ضرب النار والاشتباك بالأسلحة، وتقديرًا لتفوقه القتالى تم ضمه لقطاع العمليات الخاصة، ولكفاءته وقع اختيار قيادات العمليات الخاصة عليه ليكون أصغر ضابط مشاركًا بمأمورية الواحات.
12- الرقيب أنور الدبركى
من منطقة منشأة القناطر، وبالتحديد قرية ذات الكوم، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، أكبرهم محمد، ١١ عامًا، تليه أميرة ابنة السبعة أعوام، وآخرهم يوسف الذى لم يكمل عامه الخامس حين استشهد أبوه.
شارك فى العديد من المداهمات ضد العناصر الإرهابية بالعريش وسيناء، كما أنه كان يقدس عمله، وكان يطلب الذهاب فى المأموريات حتى وإن كانت فى وقت إجازته الأسبوعية.
13- مجند بطرس سليمان
من أهالى عزبة العسوية، التابعة لقرية السلطان حسن، بمركز أبوقرقاص بالمنيا، له شقيق أكبر و٣ شقيقات، وكان متوجهًا لقضاء آخر ١٠ أيام فى الخدمة، ليتسلم بعدها شهادة القدوة الحسنة وينهى خدمته ليعود لحياته السابقة كفلاح فى الأرض.
14- المجند محمود ناصر رجب
٢٣ عامًا، من قوة مديرية أمن الجيزة، مجند بقطاع «سلامة عبدالرءوف» بالدويقة، من قرية أم قمص مركز ملوى بالمنيا، شيعت جنازته وسط حشود من أهالى قربته.
15- المجند حسن زين العابدين
٢١ سنة، ابن قرية القرعان بمركز جرجا بسوهاج، حاصل على دبلوم صنايع، وكان يتبقى له شهر وتنتهى خدمته العسكرية، وله ٣ أشقاء، ووالده يعمل سائقًا على سيارة ربع نقل، ووالدته ربة منزل.
16- المجند عمر فرغلى
المجند عمر فرغلى أحمد، ابن مركز ملوى بالمنيا، من قطاع العمليات الخاصة، ٢٣ عامًا، كانت خدمته ستنتهى بعد أيام من الحادث.
الشهيد حاصل على الشهادة الإعدادية، ولم يتزوج، وترتيبه بين أشقائه الأوسط، وكان يخطط للخطوبة بعد انتهاء فترة تجنيده