بطل «80 يوما حول العالم» يطلب زيارة مصر.. تعرف على القصة
مئوية توت عنخ آمون، واحدة من فعاليات برنامج المئويات، ضمن أنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي تتزامن مع مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك الذهبي.
ومنذ اكتشاف حجر رشيد والحضارة المصرية القديمة أصبحت تثير خيالات الغربيين.. وفي عددها الصادر بتاريخ 21 أبريل عام 1959، نشرت مجلة الكواكب المصرية، لقاء مع الممثل البريطاني “ديفيد نيفن”، والذي عبر خلاله عن شغفه بالحضارة المصرية، خاصة الملك الذهبي توت عنخ آمون، كما أبدى رغبته في الجلوس على عرشه.
يستهل لقاء الكواكب مع ديفيد نيفن، بالإشارة إلى كيفية هذا اللقاء: “دق جرس التليفون في قسم الجمهورية العربية المتحدة في معرض بروكسل، ووضع الأستاذ أحمد صادق مدير المعارض في الإقليم المصري السماعة على أذنه وسمع صوتا يهتف: أنا ديفيد نيفن هل تسمحون لي بزيارة قسم مصر؟”.
ــ حلم ديفيد نيفن بعرش توت عنخ آمون
ورد أحمد صادق مدير المعرض: أهلا وسهلا.. وكان صادق قد شاهد قبل يومين فيلم "80 يوما حول العالم"، وأعجبه البطل ديفيد نيفن، واستطرد نيفين يقول: "ولكني لن أكون ضيفا عاديا، إن الضيف العادي يتفرج على المعروضات وينصرف، أما أنا فأحلم بأن أكون على عرش توت عنخ آمون".. فرد أحمد صادق: “تفضل وسنقرر لك هذا الاستثناء”.
ــ ديفيد نيفن في زيارة القسم المصري بمعرض بروكسل
بعد ساعة وصل ديفيد نيفن وكان طويلا كلاعب كرة سلة، هادئا كما بدا في فيلم "80 يوما حول العالم"، مقدم رأسه لامع وعلى وجهه ابتسامة تغطية، وتجول بعينيه في القسم، وسرى الخبر كالبرق بين مصوري عشرات الصحف في معرض بروكسل، فتدافعوا إلى القسم المصري.
ووصل ديفيد نيفن إلى كرسي العرش لتوت عنخ آمون، وهو الذي نقل بالطائرة من المتحف المصري بالقاهرة إلى بروكسل.. وجلس ديفيد نيفن وهو شارد كأنما يتخيل نفسه توت عنخ آمون، وتتابعت الأضواء تخطف البصر من آلات التصوير، ولم تستطع أن تنتزعه من الشرود الذي استولى عليه، وسأله أحد الصحفيين: "هل إلى هذا الحد تعشق آثار مصر؟" فأفاق من سرحته وقال: “إنني قرأت عشرات الكتب عن مصر.. إن توت عنخ آمون ملكي المفضل، فقد كان فنانا وكان قويا، كان أسطورة”.
ــ حلم نيفين بإجازة بين الآثار المصرية
وغادر نيفن العرش وهو يجيب على أسئلة الصحفيين، عن حبه لآثار مصر، وأحلامه بأن يحصل على إجازة طويلة يقضيها بين هذه الآثار.. وديفيد نيفن الذي يعشق آثار مصر، والذي يتغني بتوت عنخ آمون، إنجليزي "تأمرك" ولهذا أقدم على هذا التصرف الذي لا يقدم عليه إلا أمريكي.. أن يذهب إلى المعرض ليجلس على عرش توت عنخ آمون ثلاث دقائق.
وديفيد نيفن هو الذي فاز بجائزة الأوسكار كأحسن ممثل عام 1959 لم يفز بالجائزة عن فيلم "80 يوما حول العالم"، لأن هذا الفيلم يدخل في إنتاج عام 1958، والفيلم الذي فاز عنه هو فيلم "موائد متفرقة"، وقام فيه بدور قائد خائن.
وقد جاءت جائزة الأوسكار في موعدها، فقد أمضى ديفيد نيفن في هذا المشهد 25 عاما في السينما تولي فيها البطولة في 62 فيلما، فكانت الجائزة وساما تقلده ديفيد بعد ربع قرن في ميدان الفن.
ــ ديفيد نيفن يحيط حياته الخاصة بالجليد
ويمضي كاتب المقال: "ديفيد نيفن من الممثلين القلائل الذين يخفون نبضات قلوبهن وحياتهم الخاصة عن الصحفيين، وهو يرفض مقابلة أي صحفي في بيته ويعتقد أن الصحافة تقوم بدور إيجابي في "خراب" البيوت.. ولكن لم يشتهر عن ديفد نيفن مغامرة صارخة أو قصة تثير.. فإنه إنجليزي، والإنجليزي إذا أحد يغلف حبه بطبقة من الجليد. فإنه يعتنق الوقار ويحترم التقاليد، وقد وقع ديفيد نيفن في حب موديل بلجيكية التقى بها في استكهولم وهي تعرض الأزياء. وتسللت إلى قلبه في هدوء، وانتزعت إعجابه في صمت، ولما ضرب لها موعدا للقاء كان دمثا ورقيقا وعباراته حالمة، وكان جادا فإنه لم يكن يسعى لمغامرة، ووضعها تحت الاختبار ثلاثة لقاءات متتابعة وفي اللقاء الرابع سألها السؤال الوحيد الذي لم يسأله آدم لحواء: "هل تقبلينني زوجا؟" وأمام القسيس في كنيسة استكهولم قالت له وكلها خفر وحياء وعذرية: "نعم أنا أقبلك زوجا".
وطارا إلى هوليوود حيث اشترى ديفيد نيفن فيلا أنيقة تطل على المحيط الهادئ، واشتركا في تصميم الديكور وساعدا مهندس الأثاث والمجارين في إنجاز العمل، وعكف ديفيد نيفن على رسم لوحات فنية تزيين جدران البيت.