أصل الحكاية.. «الملاية اللف راحت فين»
«ناوليني يا بت الملاية والحبرة».. جملة ترددت على مسامعنا كثيرًا، ونعود بها لزمن فات، وأيام زمان، والمرأة المصرية التي ارتدتها كزي أساسي محتشم للظهور به أمام الجميع، لكن ما هو أصل الحكاية؟
«الملاية اللف»
قطعة قماش سوداء، تلف بإحكام على الجسد، وتضيقها الفتاة من عند الخصر، أما طرفها فيرفع فوق الرأس، ومعها اكسسوارات لازمة لاستكمال الزي، برقع بقصبة نحاس أو ذهب أو فضة، طويلة على الأنف، ومعها «منديل بأوية، خلخال، قبقاب».
وكانت الملاية اللف أهم ما يميز النساء في مصر خلال النصف الأول من القرن الماضي، وأصبح الزي الشعبي للفتيات في عموم الأحياء الشعبية، حسبما قال الخبير الأثري والمختص في علم المصريات، أحمد عامر في تصريح خاص لـ«الدستور».
بداية ظهور الملاية ورأى الجبرتى
البداية كانت من الرومان، فهم أول من ارتدى الملاية اللف، ومع الوقت انتقلت لشعوب البحر المتوسط حتى وصلت الإسكندرية في العصر العثماني، وبعد ذلك لعموم مصر.
«الجبرتي» قال إن مصر في العصر العثماني كان بها خان لـ الملايات، تباع فيه وتشترى الملايات اللف، ويختلف شكل الملاية من الفتاة للسيدة.
اختلف شكل الملاية اللف التي ترتديها الفتاة عن السيدة، فذات القماش المطاطي اللامع كانت مخصصة للشابات، أما تلك المصنوعة من القطن وغير اللامعة فكانت مخصصة للسيدات.
بنات بحري والمحافظات الساحلية اعتدن على ارتداء ملايات لف قصيرة يلفونها على خصرهن بطريقة ضيقة ومحكمة.
اختفاء الملاية اللف
بعد ثورة يوليو 1952 اختفت الملاية اللف تدريجيًا، خاصة بعد إلغاء الألقاب، وبدأت تظهر الطبقة الوسطى التي اعتمدت الزي الإفرنجي واعتماد «البنطلون»، الجيب والميني جيب، ومن هنا كانت البداية.