هل يشهد العالم أزمة جديدة بين روسيا وفرنسا؟.. خبراء يجيبون
توترت العلاقات الأيام القليلة الماضية بين روسيا وفرنسا، عقب قيام الأخيرة بوقف قنوات ووسائل اعلام روسية على أراضيها، لترد موسكو بإجراءات مماثلة تتضمن تجميد أصول وسائل الاعلام الفرنسية فى روسيا.
نرمين كامل: القرار جاء بناء على عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي
فى هذا السياق، قالت نرمين سعيد كامل الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، ردًا على إقدام السلطات في فرنسا على إيقاف قناة RT الروسية في فرنسا، توعدت موسكو بإجراءات مماثلة تتضمن وقف وسائل الإعلام الفرنسية في روسيا.
وأضافت كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن موسكو لم تكتف بذلك لأن فرنسا لم تقدم فقط على وقف بث القناة الروسية ولكن تضمن أيضًا ترهيب الصحفيين الروس وتقييد عملهم وعمل وكالة الأنباء الروسية بما وصفته موسكو بأنه سيظل ماثلا في الذاكرة مستقبلا وشاهدا على كيفية تقييد فرنسا ومن ورائها الاتحاد الأوروبي عمل وسائل الإعلام وقيامها ببث وجهة النظر الواحدة.
وأشارت كامل إلى أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي مؤخرًا على وسائل الإعلام الروسية ليست بجديدة على الواقع لأنه بعد الحرب الروسية الأوكرانية شهدت وسائل الإعلام الروسية ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي حملة شرسة من الحجب منعت إمكانية الوصول إلى وجهة النظر الروسية أو المحتوى الروسي إلا أن الجديد في العقوبات الحالية هو أنها نصت على تجميد أصول القناة الروسية في فرنسا بتوصية من الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت كامل أنه ليس من المرجح أن يثير القرار توترًا أو أزمة بين روسيا وفرنسا على حدة وذلك لعدة أسباب أولها أن فرنسا قامت بتقييد العمل الإعلامي الروسي على مدار خمس سنوات، فالأمر ليس جديد على السلطات الروسية وثانيها أن القرار جاء بناء على عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي وبالتالي فهي أزمة روسيا وأوروبا وليس روسيا وفرنسا على حدة.
السيد: معركة وشيكة بين روسيا وفرنسا ميدانها وسائل الإعلام
وفى السياق، قال أحمد السيد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، تلوح في الأفق معركة وشيكة بين روسيا وفرنسا، ميدانها وسائل الإعلام، وذلك بعد ان اتخذت "باريس" إجراءات أدت لغلق أبواب مؤسسة "أر تي" الروسية فرنسا، وقامت بتجميد حساباتها المصرفية.
ووفقًا لوزارة المالية الفرنسية فإنه تم تجميد “RT” الروسية امتثالا لعقوبات الاتحاد الأوروبي، وليس بمبادرة من باريس.
وأشار السيد فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أنه مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية تم حظر معظم وسائل الاعلام الغربية في روسيا، وحظر مواقعها.
وأوضح السيد أنه مع قرار باريس بغلق قناة RT الروسية، ستعمل موسكو على استغلال الأمر لصالحها، وتوجيه اللوم على حرية الإعلام والتعبير والقيم الغربية، فقد اعتاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجيه اللوم للقيم الغربية.