«الشروق» تنفي أنها أدخلت تعديلات على كتاب الحكيم
نفت دار الشروق ما نشره الفنان التشكيلي مصطفى رحمة حول تشويه كتاب "تحت شمس الفكر" وحذف أجزاء منه.
ونشر “رحمة” عدة صفحات من كتاب توفيق الحكيم "تحت شمس الفكر"، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مؤكدا أن دار الشروق تجاوزت في حق المفكر الكبير بأن حذفت بعض الفقرات، بصفتها صاحبة حقوق نشر كتب توفيق الحكيم.
«الدستور» حققت في الاتهام
وقامت "الدستور" بالتحقيق في الأمر، وبالبحث عن طبعات كتاب "تحت شمس الفكر" للمفكر توفيق الحكيم، وجدنا أن أول طبعة صدرت له كانت في العام 1938 عن "مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر"، بينما صدرت الطبعة الثانية منه في العام 1941 عن مطبعة التوكل، وصدرت الطبعة الثالثة في العام 1945 عن مطبعة سعد مصر، والطبعة الرابعة عن المطبعة النموذجية عام 1954، والناشر لهذه الطبعة الرابعة هي مكتبة الآداب.
في الطبعات الأربع السابقة من كتاب "تحت شمس الفكر"، لتوفيق الحكيم، طبعات كاملة لنص الحكيم الأصلي. وبالتدقيق في الطبعة الرابعة، وتحت مبحث "في الدين"، والذي يتناول فيه الحكيم الفنون والآداب والعمارة المصرية، وكيف أنها صورة للمنطق، والذي تجلى في أروع صوره من خلال الأهرامات، يقول "الحكيم": "المنطق الذي شيد الأهرام لهو صورة محكمة للمنطق الذي شيد الكون".
ويمضي "الحكيم" مؤكدًا: "جملة القول عندي أن أسلوب الله في صنع الكون هو وحده منبع الفن، هو وحده مصدر ذلك الإدراك الإنساني للجمال".
المباحث التي أتهمت «الشروق» بحذفها
وقد اتهم "رحمة" الشروق بأنها حذفت هذه الفقرات من المبحث المعنون بـ "في الدين" وهو الأمر الذي وجدت «الدستور» أنه غير حقيقي حيث أن العبارات موجودة بنفس التطابق في النسخة الصادرة عن الدار.
ويواصل "الحكيم": وليس هذا عند العرب، فهم لا يرون إلاّ الجزء المُـنفصل وهم يتمتعون بكل جزء على انفراد ولا حاجة لهم بالبناء الكامل المُـتسق فى الأدب، لأنهم لا يحتاجون إلاّ للذة الجزء واللحظة.
قليل من الكتب العربية فى الأدب يقوم على موضوع واحد مُـتصل، إنما أكثر الكتب كشاكيل فى شتى الموضوعات، تأخذ من كل شيء بطرف سريع: من حكمة وأخلاق ودين ولهو وشعر ونثر ومأكل ومشرب وفوائد طبية ولذة جسدية. وحتى إذْ يُترجمون عن غيرهم يُسقطون كل أدب قائم على البناء، فلم ينقلوا ملحمة واحدة ولا تراجيديا واحدة ولا قصة واحدة.
ويكمل: "العقلية العربية لا تشعر بالوحدة الفنية في العمل الفني الكبير، لأنها تتعجّل اللذة. لهذا كله قصر العرب وظيفة الفن على الترف الدنيوي وإشباع لذات الحس، حتى الحكمة وشعراء الحكمة كانوا يؤدون عين الوظيفة: إشباع لذة المنطق، والمنطق جمال دنيوي".