«العالم الرقمى».. كيف هيمن على الإصدارات الفكرية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب؟
يشغل العالم الرقمي المفكرين من مختلف أنحاء العالم، الذين اتجهوا لمقاربة أبعاده المختلفة سواء السياسية والاجتماعية والنفسية، فإن كان ثمة تحليلات تروم الوقوف على ملامح العهد الراهن، فإن الرقمية والحضور التكنولوجي المتزايد في شتى مجالات الحياة ستكون حاضرة بشكل أو بآخر، وهو ما يتبين من الكتب الفكرية الحديثة التي يستعد الناشرون لطرحها في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد أيام.
في هذا المنحى الفكري العام، تغلب الكتب المترجمة على الأعمال العربية المؤلفة التي لا تحضر في الأغلب سوى في أعمال قديمة يُعاد تقديمها في طبعات جديدة، ومنها أعمال المفكر المصري شوقي جلال القديمة والتي تُعيد دار "آفاق للنشر والتوزيع" نشرها في طبعات جديدة.
الإنسان الرقمي والحضارة القادمة
تقدم دار "صفحة سبعة للنشر والتوزيع" في معرض الكتاب المقبل، عددًا من الإصدارات الفكرية المترجمة ذات الصلة بالواقع الرقمي، ومنها كتاب "الإنسان الرقمي والحضارة القادمة" للباحث الفرنسي دانيال كوهين، بترجمة علي يوسف أسعد.
يقدم كوهين في كتابه تحليلًا لتحوّلات الرأسمالية المعاصرة من جوانب مختلفة بدءًا من الثورة الصناعية وصولًا إلى تسيد الآلة، ثم الثورة التقنية وما تفرضه من أسئلة ذات صلة، فإن كانت الرقمية قد قامت على وعد بالحرية والتعددية، فإنها في الواقع قادت إلى شيوع خطاب مناهضة الخصوم واستهلاك المعتقدات.
جنون الحشود
من الكتب البارزة التي تصدرها الدار أيضًا، كتاب "جنون الحشود" لدوغلاس موراي، وترجمة جلال بدلة، ورغم أنه لا يتخذ من الرقمية موضوعًا رئيسيًا له، فإنه يرصد دورها بالمشاركة مع الفضاء العمومي في تعزيز السلوكيات اللا عقلانية.
يشير الكاتب إلى التوجه الممثل في حشد الأعداد الغفيرة والذي تنامى ببزوغ "سياسات الهوية" و"العدالة الاجتماعية"، وأدى إلى تقسيم المجتمع إلى مجموعات من مصالح متعددة تبعًا للنوع الاجتماعي والميول الجنسية والعرق. ففي خضم تشجيع سياسات الهوية للأقليات كي تعبر عن نفسها، فإنها دفعتها نحو الانقسام.
يقول الكاتب: لو كان المطلوب هو الاعتقاد بأن جميع الناس متساوون في الحقوق، ويتمتعون بكرامة واحدة، لكان الأمر واضحًا وضوح الشمس في وضح النهار، ولا يسعنا إلا التسليم به. لكن المطلوب هو الإقرار بعدم وجود أي اختلاف بين المثلية والغيرية الجنسية، وبين الرجل والمرأة، وبين العنصرية ومناهضة العنصرية. إن من شأن مطلب كهذا أن يودي بنا لا محالة إلى الخبل، عاجلًا أم آجلاً. وهذا الخبل، أو جنون الحشود، هو ظاهرة تحيط بنا من كل حدب وصوب. لا شك أن علينا اجتثاث هذه الظاهرة اليوم قبل الغد.
تشريح لتعاسة العصر الحديث
تصدر دار صفصافة في معرض الكتاب المقبل كتاب "في ظلال الغد.. تشريح لتعاسة العصر الحديث"، للمؤرخ الهولندي المعاصر يوهان هويزنجا، بترجمة مصطفى عبدالظاهر.
جاء في كلمة الغلاف: "إننا نحيا في عالم فقد عقله، ونحن نعلم ذلك. لن يكون من المفاجئ لأي أحد إذا ما أفسح الجنون غدًا الطريق لشعار قد يترك عالمنا مشدوهًا مذهولًا. ثمة شكوك في كل مكان حول تماسك بنياننا الاجتماعي، ومخاوف مستترة حول مستقبلنا القريب؛ ثمة شعور بأن حضارتنا على حافة الهلاك.. كيف ننكر أن جل الأشياء التي بدت مقدسة وغير قابلة للتغيير يومًا ما، باتت محلًا للتنازع؛ الحقيقة والإنسانية والعدالة والعقل؟
ما أجمل العيش من دون ثقافة
أصدرت منشورات "تكوين" في الكويت كتاب "ما أجمل العيش من دون ثقافة" للناقد الإسباني ثيسار أنطونيو مولينا، من ترجمة حسني مليطات.
يناقش الكتاب انعكاسات العالم الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي والتقنيات الجديدة على الحياة اليومية والمجالات الحيوية مثل العمل والتعليم والعلاقات الاجتماعية، وما تثيره من قيم جديدة مثل تحفيز الرغبات الاستهلاكية وتنامي العزلة والشعور بالتقييد والمراقبة، كما يحاول الكاتب مناقشة سبل الحماية من الآثار السلبية التي يدفع نحوها هذا الواقع الجديد.
دراسات في الفكر العربي الحديث والمعاصر
من المؤلفات العربية الحديثة، والتي ستصدر في المعرض المقبل، كتاب "من الفلسفي إلى الإيديولوجي.. دراسات في الفكر العربي الحديث والمعاصر"، لحسن مجيد العبيدي، والصادر عن منشورات ضفاف للنشر والتوزيع.
يضم الكتاب دراسات وبحوثًا تتعلق بانشغالات الساحة الفلسفية والإيديولوجية العربية المعاصرة، وتبحث في الهوية الخاصة للفكر الفلسفي العربي المعاصر ومنهجه، فضلًا عن إشكاليات ملحة مثل أدوار المثقف في المجتمع.