خبراء: «قمة أبو ظبى تأتى استكمالا للقمة الثلاثية فى القاهرة.. ولتحقيق الاستقرار»
أكد البيان الختامي لقمة أبوظبي التي جرت، اليوم الأربعاء، بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، على التعاون وبناء شراكات اقتصادية وتنموية.
وشدد البيان الختامي لقمة أبوظبي، على أهمية الالتزام بقواعد حسن الجوار ورفض التدخل بالشؤون الداخلية، مؤكدا التنسيق المستمر بين الدول المشاركة في اللقاء بشأن التحولات الإقليمية والعالمية.
طارق فهمى: قمة أبو ظبى حملت رسائل مهمة على مستوى الاقليم أو الخارج
وفى هذا السياق، قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلاقات الدولية: بالتأكيد قمة أبو ظبى تأتى استكمالا للقمة الثلاثية فى مصر التي شارك بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، العاهل الأردني الملك عبدالله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأضاف فهمى فى تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن قمة أبو ظبى تستكمل التنسيق العربي العربي وتعزيز التعاون المشترك بما يحقق الاستقرار في الإقليم.
وأوضح فهمى أن الامارات تبعث برسالة مهمة لمن حضر أنها قمة عربية مصغرة الهدف منها كما أعلن البناء والتنمية والازدهار في الاقليم، والتأكيد على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وأن هناك تنسيق مواقف وتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات والمواقف.
وأشار فهمى إلى أن القمة حملت العديد من الرسائل الهامة، ومنها رسالة لإسرائيل بأن هناك مواقف عربية واحدة تجاه الممارسات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية ورفض أي إجراءات انفرادية بما يغير من سياسة الأمر الواقع في القدس.
وتابع فهمى، "الرسالة الثانية هو دعم ومساندة الدول المشاركة في قمة أبو ظبى للجانب الأردني في الإشراف على المقدسات الإسلامية بناء على الاتفاق الثلاثي بين الأطراف الثلاثة فلسطين، الأردن وإسرائيل.
وأوضح فهمى أن الرسالة الثالثة، هى استكمال خطوات التنسيق العربي العربي بعد القمة التي جرت في الجزائر ومشاركة الأطراف فيها وهى رسالة مهمة للأطراف الاقليمية العابثة بأمن الاقليم وهى إسرائيل تركيا وايران، وتأكيد على حسن الجوار والسيادة أمر مهم في هذا الاطار في ظل ما يواجه النظام الإقليمي العربي من تحديات ومخاطر.
وأكد فهمى أنها رسالة مهمة جاءت في توقيتها واجتماع القادة العرب في أبو ظبى أكد على هذا الامر، ورسالة مهمة سواء على مستوى الاقليم أو الخارج، إذ كان هناك حرص خلال القمة على إطلاق مصطلحات "البناء، التنمية، الازدهار، حسن الجوار، احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، وهى رسالة مهمة وصلت للأطراف المختلفة.
وشدد فهمى على أنه سيكون لهذه القمة تأثيرات مباشرة ودور للتعامل مع مستجدات الإقليم بكل ما فيه.
كاتب أردني: الهدف من قمة ابوظبي هو إرساء سبل التعاون المشترك ومحاولة فض المعيقات
من جانبه، قال الكاتب الأردني رامي المعادات، كان الهدف من قمة ابوظبي هو إرساء سبل التعاون المشترك ومحاولة فض المعيقات التي تؤثر على عملية ازدهار ونمو وتطور تلك البلدان وتعزيز الروابط التاريخية الراسخة بين دولهم، في مختلف المجالات، والحرص المتبادل على التواصل والتشاور والتنسيق المستمر تجاه مختلف التحولات في المنطقة والعالم والأحداث المتسارعة التي نشهدها.
وأوضح المعادات فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، كما لا تنعزل قمة أبو ظبي عن القمة الثلاثية التى عقدت فى القاهرة من حيث الموضوع الأهم، وهو القضية الفلسطينية.
وأضاف المعادات أن قمة أبو ظبي تعد المكملة لقمة القاهرة وذات رسائل مشفرة مفادها أن القاهرة وعمان ليستَ بمعزل عن باقي العواصم العربية تجاه حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام.
وأشار المعادات إلى أن القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة سلطت الضوء على أهمية إعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة الدولية لمجابهة بطش وفاشية الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تنظر إلى الأراضي الفلسطينية على أنها جزء من الكيان الإسرائيلي، والمقدسات على أنها يهودية ويجب أن تعود لها وتسعى للسيطرة على فلسطين ومنع قيام دولة فلسطين بخارطة جغرافية واضحة المعالم.
وتابع المعادات "إسرائيل تمارس الأجندة القذرة على يد رئيس حكومتها الحاقد بنيامين نتنياهو، وتتمادى فيها على فلسطين، في ضل إغماض العالم الغربي وأمريكا أعينهم عن جرائم الاحتلال ضد الأهالي في فلسطين، ومحاولة اخفاء القضية وجعلها أمرا بسيطا في نظر العالم، مما يسهم في زيادة التوغل والبطش من قبل الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وباقي الأرضي الفلسطينية".
وأكد المعادات أن اجتماع مصر والأردن وفلسطين، هو رغبة ورسالة لإسرائيل بأن القاهرة وعمان توليان اهتمامًا بالقضية الفلسطينية، ولا يمكن الحديث عن سلام دائم واستقرار في المنطقة دون وجود حل عادل للقضية.
وشدد الكاتب الأردني على أن مصر لديها دور تاريخي ورؤية بشأن القضية الفلسطينية، والأردن أيضًا لها علاقة قوية مع القضية الفلسطينية سواء فيما يتعلق بالجار الجغرافي أو بأمور كثيرة أخرى اهمها الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية، وبالتالي هذه المسؤولية التاريخية على مصر والواقع الخاص بالأردن يفرض التشاور المستمر وبشكل دوري بين الدول الثلاث.