كاتب أردني: «دعم السلطة الفلسطينية من أولويات مصر والأردن»
عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، قمة ثلاثية مع الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك الأردن، والرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، بقصر الاتحادية.
وفى هذا السياق، قال الكاتب الأردني سامح المحاريق، إن للشأن الفلسطيني حساسية كبيرة لدى كل من الأردن ومصر منذ عقود من الزمن، بصورة تجعلهما فاعلاً رئيسياً في تكوين التوجهات السياسية الفلسطينية.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن هناك أطرافاً يجب استحضار تأثيرها في الظروف الصعبة التي تتعلق بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن وفدي الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية توجها سويةً إلى مؤتمر السلام في مدريد، وقامت مصر برعاية التفاوض ودعم التحركات الفلسطينية تجاه إنشاء السلطة الوطنية بعد اتفاقية أوسلو، وكان ذلك تعبيراً عن تداخل وتشابك المصالح بين الفلسطينيين وكل من مصر والأردن.
وأضاف “المحاريق” أن هذه العلاقات تفرض على البلدين تفاعلاً كثيفاً مع تطورات الأحداث في فلسطين، وفي هذه المرحلة يأتي صعود الحكومة الأكثر تطرفاً في اسرائيل ليشكل أزمة أمام الفلسطينيين لما يمثله ليس فقط في انغلاق الأفق من أجل الوصول إلى تسوية مقبولة بخصوص قضايا الحل النهائي المعطلة منذ سنوات أمام مشهد سياسي مرتبك في اسرائيل، ولكنه يمتد ليلقي بأثره على وجود تهديدات غير مسبوقة للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وأوضح الكاتب الأردني، أن المبادئ التي ترفعها مصر والأردن تتعلق بالتمسك بحل الدولتين، ووجود دولة فلسطينية ذات سيادة على الأراضي المحتلة 1967، وهو الحل الذي يقف حائلاً أمام تنفيذ اجراءات أحادية من الجانب الإسرائيلي تعمل على إعاقة السلطة والسعي إلى إفشالها، والعمل على حلها بما يحول المشكلة القائمة على الأرض إلى أزمة سكانية تبحث اسرائيل في العمل على تصديرها لدول أخرى، وخاصة الجانب الأردني، ولذلك تأتي أهمية اللقاءات الثلاثية في هذه المرحلة بعد عودة بنيامين نتنياهو إلى موقع رئاسة الوزراء، تحسباً لتصعيد اسرائيل من شأنه أن يزيد من التوتر والاحتقان في الأراضي الفلسطينية.
وأكد “المحاريق” أن تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية من الأولويات في هذه المرحلة بالنسبة لعمان والقاهرة، خاصة فيما يتعلق بالمقدسات الإسلامية في مدينة القدس، وهي التي أدت إلى اشتعال أزمة حي الشيخ وتوابعها في قطاع غزة والضفة الغربية، وما لحقه من تدخل مصري كان من شأنه الوصول إلى تهدئة تعززت خلال فترة الحكومة السابقة في اسرائيل، إلا أن فرصة إعادة إنتاج هذه الظروف تعود من جديد لاسترضاء الكتلة المتطرفة في الحكومة الجديدة.
وتابع:"القمة الثلاثية تدعم السلطة الفلسطينية وتسعى إلى موقف عربي موحد أمام التصعيد المتوقع من الجانب الإسرائيلي، مع حشد الدعم السياسي والمادي للسلطة".
المحاريق: القاهرة تدعم الوصاية الهاشمية على المقدسات فى القدس
وأشار “المحاريق” إلى أنه من المتوقع أن تؤدي القاهرة دورًا مهماً في تعزيز الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس، وبما يشكل ورقة مهمة في مواجهة محاولات التغول الإسرائيلي على هذه المقدسات من خلال تمكين المتعصبين دينياً من عمليات التحرش بالفلسطينيين، واستفزاز مشاعر العرب والمسلمين في مختلف أنحاء العالم، تجاه تصعيد وتسخين المشهد للعمل على إحداث الفوضى في المنطقة وهندستها بالطريقة التي تخدم مصالح اليمين الإسرائيلي غير المؤمن بالسلام، والساعي إلى تهديد الوجود الفلسطيني بشكل جذري.
واختتم تصريحاته بأن المهمة التي تسعى لها هذه القمة تواجه تحديات كثيرة من أهمها استغراق معظم الدول العربية في مشكلات داخلية كبيرة، والخلل الذي أصاب منظومة العمل العربي المشترك خلال السنوات الأخيرة.