التضخم يطارد أوروبا في 2023.. هل تنجح الكتلة في مواجهة الكابوس الاقتصادي؟
أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن العام الجديد جلب القليل من الحظ السعيد لأوروبا، حيث ساعد الطقس المعتدل، حتى الدافئ على نحو غير عادي، على خفض أسعار الغاز الطبيعي بعد أن ارتفعت خلال معظم العام الماضي، ودفعت معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى قلب اقتصاد المنطقة.
وتابعت أنه مع وضع هذا الحظ في الاعتبار، عزز المحللون اقتناعهم بأن التضخم الأوروبي، وهو الأعلى منذ الأجيال، قد بلغ ذروته، وأظهرت البيانات في وقت سابق من هذا الشهر أن أسعار المستهلكين في منطقة اليورو ارتفعت بمعدل سنوي قدره 9.2 في المائة في ديسمبر، انخفاضًا من 10.1 في المائة في نوفمبر، وكان هذا المعدل الإجمالي، المعروف أيضًا باسم التضخم الرئيسي، أقل في جميع الاقتصادات التسعة عشر التي استخدمت اليورو في ديسمبر باستثناء اثنين.
وأضافت أن علامات تباطؤ التضخم هذه ستجلب بعض الراحة للمستهلكين لكنها لن تخفف مخاوف محافظي البنوك المركزية المكلفين بإعادة التضخم إلى هدفهم البالغ 2 في المائة، ذلك لأنهم يراقبون عن كثب مقياسًا آخر للتضخم يستمر في الارتفاع.
التضخم كابوس يطارد أوروبا
وفي هذا السياق، قال أوليفر راكاو، كبير الاقتصاديين الألمان في أكسفورد إيكونوميكس، إن هذا الإجراء يسمى "التضخم الأساسي"، وعدم اليقين بشأن توجهه هو "ما يبقي البنك المركزي الأوروبي مستيقظًا طوال الوقت في الوقت الحالي".
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن هناك العديد من الطرق لقياس التضخم لتحديد مدى عمق الأسعار المرتفعة في الاقتصاد، حيث يعد التضخم الأساسي أحد أكثر التضخم شيوعًا لأنه يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة، والتي هي عرضة للتقلبات لأنها تتقلب جنبًا إلى جنب مع أسواق السلع المتداولة عالميًا.
وتابعت أنه ويمكن أن يسلط الضوء على المصادر المحلية للتضخم، مثل الأسعار المرتفعة في صناعة الخدمات، والتي غالبًا ما ترتفع عندما يرفع أرباب العمل الأجور لجذب العمال في سوق العمل الضيق، ويمكن أن يكون بمثابة إشارة تحذير إلى متى قد تستمر الأسعار المرتفعة، ويشجع محافظي البنوك المركزية على الاستمرار في رفع أسعار الفائدة.
وأضافت الصحيفة أنه في منطقة اليورو، بلغ التضخم الأساسي 5.2 في المائة الشهر الماضي، وارتفع بشكل غير متوقع من 5 في المائة في نوفمبر، وارتفع تضخم الخدمات إلى 4.4 بالمئة في ديسمبر من 4.2 بالمئة في الشهر السابق.
وأشارت إلى أنه يوم الجمعة، أظهرت البيانات أن التضخم الأساسي في إسبانيا ارتفع إلى 7٪ في ديسمبر، مما جعله أعلى من معدل التضخم الرئيسي الأوسع.
