«الدستور» فى «المغطس المقدس»| هنا مكان تعميد المسيح.. 8 آلاف زائر من كل الطوائف أسبوعيًا.. والإقبال يزداد فى «عيد الغطاس»
يحظى المكان الذى تعمد فيه السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان فى نهر الأردن بمكانة كبيرة لدى المسيحيين، جعلتهم يطلقون عليه اسم «المغطس المقدس» أو «أرض المقدسات».
ويعد الحج إلى هذا الموقع، المُدرج على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمى، حلمًا لكل مسيحى، ويقبل على زيارته بالفعل ملايين من الحجاج المسيحيين سنويًا، ليصبح إحدى أهم مناطق الحج المسيحى فى العالم.
وإلى جانب كونه مكان «تعميد السيد المسيح»، ترجع أهمية «المغطس المقدس» إلى أنه المنطقة التى يعبر من خلالها «الحاج المسيحى» إلى القدس فى فلسطين.
«الدستور» زارت المكان المميز بروحانية فريدة، بالتزامن مع قدوم «عيد الغطاس»، الذى يحتفل به المسيحيون يوم ١٩ يناير من كل عام.
قال بكر العبادى، مرشد سياحى معين من قِبل وزارة السياحة الأردنية فى منطقة «المغطس المقدس»، إن منطقة «المغطس المقدس» تضم ٦ كنائس أثرية، يتم العمل على تطويرها فى الوقت الحالى، وذلك بواقع كنيسة واحدة لكل من الطوائف التالية: الروم الأرثوذكس، والكاثوليك، والأقباط، واللاتين، والكنيسة الروسية، والكنيسة الأرمينية.
وأضاف: «منطقة المغطس تحتوى أيضًا على تل النبى إيليا (مار إلياس)، والدير الأول تاريخيًا فى المنطقة، الذى يقع فى أول طريق الحج المسيحى، علاوة على بقايا كنائس بيزنطية، بالإضافة إلى مكان إقامة القديس يوحنا المعمدان، الذى تعمد على يديه السيد المسيح فى نهر الأردن».
وواصل: «يأتى إلى المغطس زوار من كل دول العالم، ويزوره حوالى ٨ آلاف شخص فى الأسبوع، بمعدل ٤٠٠ إلى ٥٠٠ شخص يوميًا، بينما يزوره يوم جمعة وحده حوالى ٥ آلاف حاج مسيحى إلى المنطقة، مع تزايد هذا العدد بصورة كبيرة فى مواسم أخرى مثل عيد الغطاس خلال يناير من كل عام».
وأوضح أن «المغطس فى موسم الحج يشهد زيارات من حجاج أرثوذكس وكاثوليك، بجانب الزوار العاديين من السياح، وذلك فى يناير من كل عام»، مشيرًا إلى أن عدد حجاج المكان من الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية يزيد على ١١ ألف حاج، بالإضافة إلى جموع من كنائس الأقباط والسريان والكنيسية اللوثرية والأرمن وغيرها.
وقال المرشد السياحى الأردنى إن الزوار المسيحيين يستغلون هذه المناسبة لإجراء طقس «العماد» للأطفال خلال موسم الحج المسيحى، حيث ينزل الكثير منهم نهر الأردن بالزى الأبيض، تخليدًا لتذكار معمودية السيد المسيح.
وأضاف: «الحجاج يمرون إلى القدس من خلال الأردن، حيث يتم العبور إلى الأراضى المقدسة عبر جسر الملك حسين، ومنه إلى أريحا ثم القدس».
واختتم بالحديث عن عملية تطوير منطقة «المغطس»، قائلًا إنه سيتم تطوير كل المنطقة المحيطة به بشكل استثمارى، لاستقبال الحجاج المسيحيين فى أماكن استضافة، تجعلهم يمكثون فى المكان فترة طويلة، وليس مجرد زيارة عابرة.