محلل سياسى لبنانى: التوافق الإقليمى والمباركة الدولية شروط انتخاب رئيس جديد للبلاد
قال المحلل السياسي اللبناني، أحمد يونس، إن توافق البرلمان على اسم الرئيس في المدى المنظور غير ممكن، فالجلسات تنعقد منذ بداية السباق الرئاسي أسبوعيًا، وشكليًا، وليست انتخابات حقيقية، وجرى تداول اسم ميشال معوض من قبل محور 14 مارس، لكنه حصل على 40 إلى 42 صوتاً في حين يحتاج إلى 80 إلى 85 صوتاً ليحسم المسألة.
وأضاف يونس، في تصريحات أدلى بها لـ"الدستور"، أنه لا توجد انتخابات حقيقية تحت قبة البرلمان، والسبب أن انتخاب الرئيس اللبناني يكون مسألة توافق إقليمي وبمباركة دولية، والمجتمع الدولي اليوم ينشغل بالحرب الدائرة في أوكرانيا، واللاعبين الأساسيين في الموضوع هم سوريا والسعودية وإيران، وفرص نجاح أي رئيس جديد تتعلق بعلاقته مع دمشق ودول الخليج وطهران.
وتابع بقوله: حزب الله يشكل القوة الأكبر والأقوى في لبنان، والتي تمتلك كتلة نيابية وازنة، وتشابكات قضية ترسيم الحدود مع إسرائيل التي باركتها إيران ودعمها الحزب، كلها أمور يجب أخذها بعين الاعتبار فيما يتعلق باختيار رئيس جديد للجمهورية، يتمتع بعلاقات جيدة مع إيران والسعودية وسوريا، ويكون قادرًا على التعامل مع هذه الدول الثلاث، ويقود المواءمات والتسويات السياسية وحل المشاكل الاقتصادية والقيام بإصلاحات جديدة.
وأشار يونس إلى أن هذه السلسلة من المطالب والشروط التي يجب أن تتوافر في الرئيس المقبل، لن تخرج عن هذه الصفات والمعايير، ولكي يكون هناك توافق إقليمي، ويجب النظر إلى انشغال إيران في الاحتجاجات الداخلية، والتوافق بين السعودية وإيران لن يبدأ من لبنان، ولكنه يجب أن يبدأ من اليمن، وهذا عامل آخر يؤجل عملية النظر إلى الوضع اللبناني.
واستطرد: الرئيس الفرنسي جاء مرتين بمبادرات لحل المشاكل اللبنانية ولكنه لم ينجح، ولهذا فباريس تنتظر الجو المناسب على المستوى الإقليمي لأخذ زمام المبادرة بعد الحصول على توافق إقليمي ومباركة أمريكية.
وأوضح أن الأسماء المطروحة تنحصر في ميشال معوض، وهو مطروح شكليًا للمناورة، وتسجيل نقاط ضد قوى الممانعة، لكن القوى السياسية تنتظر التسويات الإقليمية، وفي النهاية لا يستطيع أحد في لبنان إلغاء الآخر.
ونوه بأن فرص جبران باسيل أقل؛ لأن الدعم السعودي يتوقف على الداعمين لاتفاق الطائف وباسيل من المعترضين على هذا الاتفاق، وبالتالي لا يتمتع بالدعم السعودي، وهو على علاقة غير جيدة مع الرياض بسبب اتفاقه مع حزب الله وتوافقه مع هذا التيار المدعوم من إيران.
واختتم تصريحاته بالقول: من الأسماء المطروحة أيضًا الميشال عماد عون، لكنه لم يبد أي رغبة في الأمر، على الرغم من وجود اسمه ضمن الأسماء المطروحة لتولي منصب رئيس الجمهورية، في ظل تحفظ حزب الله عليه، وسليمان فرنجية من الأسماء المطروحة بقوة أيضا، وهو ينتظر التوافق ليطرح اسمه كمرشح رسمي، وفي كل الحالات الأسماء حاليا ليست نهائية أو تحظى بتوافق الجميع.
وفشل مجلس النواب اللبناني في أكثر من 10 جلسات في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خلفا للرئيس السابق ميشال عون الذي غادر منصبه نهاية أكتوبر الماضي، وسط غياب للتوافق بين القوى المكونة للبرلمان، وتعذر الحصول على أغلبية تنهي حالة الجمود السياسي التي تعيشها البلاد بالتزامن مع أزمة اقتصادية غير مسبوقة.