المكسيك تستضيف بايدن وترودو فى إطار قمة «الأصدقاء الثلاثة»
يضع قادة الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التوترات التجارية القائمة بين بلدانهم جانبًا، للبحث في السعي إلى تكامل اقتصادي أعمق خلال محادثات الثلاثاء ستشمل كذلك الأمن والهجرة.
ويستضيف الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، نظيره الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في إطار محادثات ثلاثية تعرف باسم قمة "الأصدقاء الثلاثة".
وفي حين سيطرت جهود معالجة قضية الهجرة وتهريب المخدرات على محادثات ثنائية بين لوبيز أوبرادور وبايدن الإثنين، يتوقع أن ينتقل التركيز إلى الاقتصاد مع انضمام ترودو إليها.
وقال مستشار البيت الأبيض لشئون الأمن القومي، جايك ساليفان، لصحافيين، إن تعزيز الروابط الاقتصادية الإقليمية "يسمح للولايات المتحدة بأن تكون مركزًا صناعيًا كبيرًا تحدث عنه الرئيس بايدن ويعود بالفائدة أيضًا على المكسيك وكندا".
وأضاف: "خفضّ ذلك ارتهاننا لدول أخرى ومناطق أخرى من العالم لا تشاركنا بالضرورة القيم نفسها التي نتشاركها مع شركائنا في أمريكا الشمالية".
وتأمل المكسيك الاستفادة من جهود واشنطن لخفض الاعتماد على الصناعات الآسيوية.
ودعت الولايات المتحدة العام الماضي المكسيك للانضمام إلى مبادرة بمليارات الدولارات، لتعزيز صناعة شبه الموصلات لمنافسة الصين في هذا المجال.
أبرز نقاط الخلاف بين المكسيك وكندا والولايات المتحدة
إلا أن العلاقات بين الرئيسين المكسيكي والأمريكي لم تكن سلسة على الدوام.
ورفعت الولايات المتحدة وكندا شكوى ضد المكسيك في إطار اتفاقية تجارية أمريكية شمالية.
وتفيد واشنطن وأوتاوا بأن سعي لوبيز أوبرادور إلى تعزيز دور الدولة في صناعات الطاقة يلحق الضرر بالمستثمرين الأجانب ويعيق تطوير مصادر الطاقة النظيفة.
وفي حين قد يثير بايدن وترودو مخاوفهما مع الرئيس المكسيكي حول إصلاحات قطاع الطاقة بطريقة غير علنية، يرجح أن يشددوا علنًا على القدرة على تعزيز التعاون.
وظهرت اختلافات الإثنين بين الولايات المتحدة والمكسيك على صعيد نهج كل من البلدين في التعامل مع تدفق المهاجرين بأعداد قياسية إلى حدودهما المشتركة.
وقال لوبيز أوبرداور، في مستهل محادثات ثنائية: "حان الوقت لإنهاء هذا التغاضي، هذا التخلي، هذا الازدراء بأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي". ويدعو الرئيس المكسيكي إلى استثمارات أمريكية إضافية في المنطقة.
ودافع بايدن عن أداء واشنطن بقوله إنها "أنفقت عشرات مليارات الدولارات" في السنوات الخمس عشرة الأخيرة لصالح المنطقة.
وأكد: "تقدم الولايات المتحدة مساعدة خارجية تفوق مساعدات الدول الأخرى مجتمعة".
أزمات اللاجئين والمهاجرين تهدد أمريكا
وحثت منظمة العفو الدولية قادة أمريكا الشمالية على وضع حقوق اللاجئين والمهاجرين "في صدارة أولوياتهم" خلال المحادثات الثلاثية، و"التوقف عن تطبيق سياسات هجرة لا إنسانية مشتركة".
وقالت إريكا غيفارا- روساس، مديرة منظمة العفو في الأمريكيتين: "مع استمرار ارتفاع عدد الأشخاص الذين يفرون من العنف والاضطهاد، ترتدي حماية حقوق المهاجرين واللاجئين الإنسانية أهمية حيوية".
وأضافت: "بدلًا من وضع عوائق إضافية أمام تنقل الأفراد وتعريضهم لمزيد من الصعوبات، على الرئيسين بايدن ولوبيز أوبرادور ورئيس الوزراء ترودو اعتماد إجراءات لحماية حقوقهم في أمريكا الشمالية والخارج".
وأعلن بايدن، الخميس الماضي، عن توسيع الصلاحيات لصد أشخاص يصلون إلى الحدود لدخول الولايات المتحدة من دون استحصالهم على إذن.
وفي الوقت نفسه، قررت إدارة بايدن إصدار 30 ألف تصريح إقامة إضافي شهريًا لمهاجرين من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا، وهي البلدان التي تسجل حاليًا أكبر تدفق للمهاجرين بطريقة غير قانونية.
ومن أولويات بايدن الأخرى معالجة ما أسماه الرئيس الأمريكي "آفة الفنتانيل"، في إشارة إلى المادة الأفيونية القوية التي تحصد الكثير من الضحايا وتهربها كارتلات مكسيكية عبر الحدود.
في العام 2021، أعلنت الولايات المتحدة والمكسيك عن تعديل نهجهما في مكافحة الاتجار بالمخدرات ومعالجة جذور مشكلة الهجرة وتشجيع التنمية الاقتصادية وتعزيز مكافحة تهريب الأسلحة عبر الحدود.