ماذا بعد لقاء الحكومة البريطانية بالنقابات لبحث زيادة الأجور.. خبير يجيب
تجتمع الحكومة البريطانية المحافظة مع نقابات القطاع العام، الإثنين، في بادرة انفتاح بعد الحزم الذي أظهرته حتى الآن في مواجهة إضرابات متزايدة شملت قطاعات النقل والصحة وربما تطال قريبًا التعليم للمطالبة بزيادة الأجور.
ومن خلال التقرير التالى نرصد، ماذا بعد لقاء الحكومة البريطانية بالنقابات لبحث زيادة الأجور، وأسباب تصاعد الاضطرابات والاحتجاجات في بريطانيا وهل تنجح الحكومة في احتواء الأزمة.
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، بالتأكيد من المبكر أن نقول إن الحكومة البريطانية الحالية ستستطيع حل المشاكل، مشكلة الأجور والمرتبات وتزايد الضرائب التراكمية والتصاعدية والعقارات ومشاكل كثيرة متعلقة بإرث الحكومة السابقة.
وتابع فهمى فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أعتقد أن القضية ليست فى الاتفاق، لأن النقابات والهيئات العمالية لديها تحفظات عديدة على ما تم من قبل الحكومة.
فهمى: حلول الحكومة المؤقتة قد تزعج الشارع البريطانى
أضاف فهمى أن هناك سببين للتصعيد، الأول، أن الحلول ليست حلولا دائمة، لكنها مؤقتة تأتى فى إطار مخاطبة الشرائح الأكثر تضررا فى المجتمع البريطانى، لافتا إلى أن الحكومة من الواضح أنها لا تمتلك أى مقاربة، متابعا “أعتقد أن القضية ليست فى رئيس الوزراء البريطانى ولكن فيما ورثه من الحكومات السابقة فى ظل عدم وجود أى رؤية اقتصادية”.
ولفت فهمى إلى أن الاتفاق على حل بعض المشاكل المتعلقة بالرواتب والضراب والأجور، لكن لن يكون حلا دائما لأنها تختص بشرائح الأكثر تضررا وهى 4 شرائح معينة، وبالتالى هناك علامات استفهام حول استمرارها.
أضاف أن الاضرابات والاحتجاجات تحولت من شرائح إلى بعض المهن الأخرى وبالتالى القضية ليست فى النقابات والهيئات التعاونية ولكن فى عدم وجود برنامج للحكومة والموضوع منقول لمجلس النواب خلال الأسبوعين الماضيين دون أن يتم الحل.
وأوضح فهمى أن هناك سيناريوهين للفترة المقبلة، السيناريو الأول هو استمرار التصادم بالرغم ما يتم الاتفاق عليه ومحاولة الوصول إلى حلول توافقية غائبة فى تقديرى فى هذا التوقيت.
السيناريو الثانى أن الحكومة تضع برنامجا مرحلىا يحظى بالقبول ويتم تسويقه على اعتبار أنه الأهم فى هذا التوقيت لإخراج بريطانيا من حالة الشلل.
واختتم فهمى تصريحاته قائلا "فى كل الأحوال بريطانيا ستعانى حالة من عدم الاستقرار خصوصا مع ترقب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على كل أوروبا، هذا بجانب عدم وجود أى برامج أو خطط تنموية للحكومة تستطيع أن تخرج بها وتعتمد على الحلول المؤقتة أو المسكنات وهو ما قد يزعج الشارع البريطانى ويخرج فى المزيد من الاحتجاجات وستكون حالة عدم الاستقرار هى المطروحة فى بريطانيا خلال الفترة المقبلة.