رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل سنتنتهي جماعة الإخوان؟


سؤال أصبح يفرض نفسه بعنف , في الأيام الماضية .

في الحقيقة أنا لا اعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين ستنتهي لمجرد إزاحتها عن الحكم , القايادات في السجون , وبعضهم هاربين , وسيعودوا منهكين , ولكن تبقي افكارهم التي تبنوها , هي أدبياتهم في كتب أوائلهم ,إنها خلط الدين بالحكم , الجماعات التي تبنت هذا الفكر , قد تنتهي ,ولكن تبقي فاكارها , , إنها فقط تكمن في إنتظار الوقت المناسب , والإخوان لهم تجاربهم السابقة في الكمون , والنوم الطويل .

بعد اعتقالات 1965 ظلوا كامنين حتي قام السادات بإيقاظهم وطمأنتهم , وأعطي قياداتهم الأمان , فعادوا , وكان هذا علي يد كمال ادهم , مدير مخابرات الملك فيصل , وظهروا للعلن , حتي عام 1981 , ومن عباءتهم خرجت جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية , وقربهم السادات منه , عثمان أحمد عثمان , ومحمد جامع , وكان يجتمع بعمرالتلمساني , وهو الذي سلط عليه الأضواء , بالحديث الشهير معه , والحوارمعه عبر أجهزة الإعلام , ومرة إتهم السادات الإخوان بانهم يمتلكون اسلحة لتفجير مصر, في أحدي خطبه , ورد عليه التلمساني بأن يشكوه لله , فما كان من السادات إلا أن قال له متزلالا , لا تشكوني لله يا عمر , وكأنه كان يعتقد أنهم أقرب الي الله منه . عندما بدأ السادات يفطن لمخططاتهم , كمنوا حتي وصول عام 1984 وظهروا علي استحياء , من حلال منافستهم علي مقاعد مجلس الشعب , وأعطاتهم حسني مبارك الامان عندما سمع لهم ببعض المقاعد , نظير أن يظلوا كامنين ولا يظهروا كحزب أو جماعة .

الجماعة تغلغلت , وأصبح لها تنظيم دولي , وأقنعت أمريكا ودول محور الشر بريطانيا وتركيا وفرنسا وألما نيا وقطر , بأنها تمثل الإسلام الراديكالي المعتدل . وإتفقت معهم علي صفقة للوصول الي الحكم , ثم تدمير المؤسسات الوطنية الجيش والشرطة والقضاء , لمعظم الدول العربية العريقة مصر والعراق وسوريا , والدور علي الجزائر والسعودية .

ولكن مقاومة سوريا , وفطنة الشعب المصري , الذي لم يستجيب لمحولات التخريب . ورفضه توجهات الإخوان في 30 يونيو 2013 , حال دون تنفيذ هذا المشروع الذي بدأه المفكر برنار لويس , في أعقاب الهجوم علي اسرائيل في أكتوبر 1973 , وقتها تمخص تفكير الصهويونية العالمية عن تجنيب اسرائيل المصير الذي تعرضت له في تلك الحرب , وبدأت التفكير في مشروع الشرق الأوسط الجديد , في عهد بوش الإبن , وكونداليزا رايس , وزيرة خارجيته .

في 2005 قدمهم المفكر سعد الدين ابراهيم لأمريكا بإعتبارهم اصحاب فكر اسلامي راديكالي .

وأعتقد أنهم الآن يحاولون في النزع الأخير , بذل محاولات لتعطيل خارطة الطريق المصرية , لإقناع محور الشر بعدالة قضيتهم .

ولكن ستضغط عليهم الأجيال الشابة منهم , وسيلزم شيوخهم طور الكمون , كما لزموه من قبل , وخلال تلك الفترة سيعلموا الأجيال الجديدة نظريتهم في خلط السياسة بالدين . وفقه الوهابية , وإبن تيمية وسيد قطب . وستجد ايضا من يؤيدها , ولكن بعد حين .