بعد مبادرة الشركة المتحدة.. هل تؤدى ألعاب الفيديو العنيفة لسلوك عدوانى للأطفال؟
تبلغ قيمة صناعة ألعاب الفيديو 10 مليارات دولار، نظرًا لتوسع الصناعة بسرعة مع أنظمة الألعاب الجديدة والتكنولوجيا المحدثة، كانت هناك منافسة شديدة لإنشاء الألعاب الأكثر واقعية وتفاعلية، من الألعاب الحربية إلى سرقات السيارات، والتي تشتمل علي العديد من هذه الألعاب على أعمال عنف مصورة والعديد من هذه الألعاب يلعبها الأطفال.
تتضمن بعض الألعاب الأكثر شيوعًا صورًا عنيفة لأشخاص أو حيوانات تُقتل، حيث يتم أيضًا تصوير الاستغلال الجنسي وتعاطي المخدرات والسلوك الإجرامي بشكل متكرر، بينما يدعي بعض الآباء أن ألعاب الفيديو ليس لها أي تأثير على أطفالهم، يحذر العديد من الخبراء بموقع «von Salisch» من الآثار الضارة التي يمكن أن تحدثها الألعاب العنيفة على الأطفال.
ماذا يقول البحث؟
كانت الأبحاث حول الصلة بين ألعاب الفيديو والسلوك العدواني لدى الأطفال مختلطة، حيث أظهرت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يلعبون ألعاب الفيديو العنيفة لا يظهرون أي عدوانية متزايدة، ولكن بعض الدراسات التي تشير إلى أن ألعاب الفيديو العنيفة تؤثر على رفاهية الطفل وسلوكه.
وجدت دراسة أجرتها جامعة سوينبرن للتكنولوجيا عام 2007 أنه في حين أصبح بعض الأطفال أكثر عدوانية، فقد أصبح البعض الآخر أقل عدوانية، والغالبية العظمى لم تظهر أي تغيرات في مستويات غضبهم.
كما وجدت دراسة أجريت عام 2010 أن ألعاب الفيديو تؤدي فقط إلى العدوانية لدى الأطفال ذوي الشخصيات المحددة. على سبيل المثال، يميل الأطفال الذين يعانون من عصبية عالية ومنخفضة الضمير إلى أن يصبحوا أكثر عدوانية بعد مشاهدة ألعاب الفيديو العنيفة.
فيما أشارت دراسة أجريت عام 2011 أن الأطفال العدوانيين يميلون إلى اختيار ألعاب الفيديو الأكثر عنفًا. لم يجد الباحثون أي دليل على أن الألعاب العنيفة تسبب العدوانية.
كما أظهرت دراسة أجراها مركز البحوث الاقتصادية الأوروبية عام 2011 أنه على الرغم من أن ألعاب الفيديو العنيفة قد تعزز السلوك العدواني، إلا أنها قد تقلل من الجريمة، حيث يقترح الباحثون أن الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول في لعب ألعاب الفيديو لديهم وقت أقل للانخراط في الأنشطة المعادية للمجتمع.
في عام 2015، أصدرت الجمعية الأمريكية لعلم النفس بيانًا قالت فيه إن هناك صلة واضحة بين العدوانية والعنف في ألعاب الفيديو، استند هذا إلى مراجعة فريق العمل للبحوث التي أجريت بين عامي 2005 و2013.
أفاد فريق العمل أن ألعاب الفيديو العنيفة تؤدي إلى انخفاض التعاطف وتقليل السلوك الاجتماعي الإيجابي، حيث يعترف البيان نفسه بعدم وجود أدلة كافية على وجود صلة بين ألعاب الفيديو العنيفة والسلوك الإجرامي.
في بيان صدر عام 2016، أقرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنه يكاد يكون من المستحيل منع الأطفال من مشاهدة أي نوع من أنواع العنف الإعلامي، وقد أفادوا أنه من الضروري أن يكون الآباء استباقيون بشأن كيفية تأثير العنف الإعلامي على الأطفال.