غدًا.. «مصفاة هائلة تحملها الملائكة» على طاولة مختبر سرديات المنصورة
“مصفاة هائلة تحملها الملائكة”، محور الأمسية الثقافية التي تعقد في السادسة من مساء الغد الخميس، وذلك ضمن أمسيات مختبر سرديات المنصورة.
والمجموعة القصصية “مصفاة هائلة تحملها الملائكة”، للكاتبة مريم العجمي، والصادرة عن سلسلة الفائزون، ضمن إصدارات هيئة قصور الثقافة، ويناقش المجموعة أعضاء مختبر سرديات المنصورة.
وعن المجموعة يقول الشاعر الزميل “محمد هشام”: تدخل مريم عالم الكتابة الحقيقية والناضجة بمجموعتها القصصية “مصفاة هائلة تحملها الملائكة”، والفائزة بالمسابقة الأدبية المركزية بهيئة قصور الثقافة، والتي لا نبالغ لو قلنا إنها تؤسس لمشروع كتابة يحمل مقومات بنائه ونموه المتدرج، وهو ما يمكن أن نصفه بالفعل التبشيري لاستعادة مجد المشروعات، في وقت تخرج علينا الكثير من التجارب الجديدة في صورة عمل هنا وعمل هناك، وواحد في اليمين وآخر في الغرب، دون صوت خالص أو قاعدة أو بصمة روحية واحدة وواضحة.
الصوتُ هو العامل الحاسم في هذه المعادلة.. وصوت مريم لا تخطئه الأذن، فهو صافٍ وابن تجربته وسياقه الإنساني، وهو كذلك صوت حِرفيٌّ قابض على الجوهر الفني، فيعرف كيف يقول ويعبر، وكيف يمتطي اللغة ولا تمتطيه هي، وأجمل ما فيه أنه يخرج من معركة التعبير دون خسائر في الدلالات، فلا يترك فرصة لشبهات ثرثرة أو افتعال أو لعب في الطبيعة الجينية للمفردة والصورة.
ويضيف “هشام”: واحد وعشرون نصًا هي هيكل المجموعة القصصية، وهي نصوص تتكامل في صورة وشائج فنية وتتصاعد على المستوى الإنساني بطريقة ممنهجة، صانعة دراما لحياة مريم وتصوراتها عن العالم والحياة والأحياء والموجودات، لكن الإنسان هو البطل والمحور الرئيس لكل قصة فيها، وهذا الإنسان ليس حاضرًا في صورته البشرية المجردة إنما في صورة ما يحيط بنا من أشياء، فهي ماهرة جدًا في أنسنة الأشياء، حتى الحيوانات لديها فيها جزء أو كل من الإنسان.. ويمكن أن نعتبر أداء الجرو الذي لا يملك أي رد فعل تجاه الظلام والوحشة إلا النباح، في قصتها النموذجية “أسود صغير”، ليس إلا انعكاسًا للضياع الإنساني وأهوال الحرمان من الأمومة والعطف، في مقابل التوحش والاستهتار البشري.