«ستكون قارئًا يتحاكى بك الناس».. نبوءة محمد رفعت للشيخ مصطفى إسماعيل
تحدث عاطف إسماعيل نجل الشيخ مصطفى إسماعيل في حوار أجرته معه جريدة الدستور في وقت سابق عن أول زغرودة أطلقتها جدة الشيخ وكيف تنبأت بصوته.
ويقول عاطف إسماعيل:" ولد أبي صبيحة يوم ١٧ يونيو ١٩٠٥، بقرية ميت غزال، مركز السنطة بمحافظة الغربية، لأسرة ميسورة الحال، والده هو محمد المرسى إسماعيل، ووالدته هى ستيتة حسنين إسماعيل، وكان الشيخ هو أول أبناء محمد المرسى، وبعده جاءت أخته زكية وعبدالسلام وأمينة ومحمد وفاطمة وست العيلة وسرية عبدالعزيز.
وواصل:" منذ نشأته، كان والد الشيخ حريصًا على إبعاده عن الفلاحة، وبعد عامين من التحاقه بالكُتّاب الذى كان يملكه الشيخ أبوالعينين، التحق بكُتّاب الشيخ عبدالله شحاتة، وكان قريبًا من منزل الأسرة، وفيه أتم حفظ القرآن، وراح يتلوه فى المناسبات المختلفة حتى أصبحت له شهرة لا بأس بها وهو فى سنوات عمره الأولى.
فى إحدى المرات سمعته جدته لوالده وهو يقرأ القرآن، فخرجت تطلق «زغرودة» كبيرة جاء على إثرها أبوه، فاستحلفته بالله أن يبذل كل ما فى وسعه ليتم لطفله دراسة علوم القرآن، وهنا استشار الأب صديقه الشيخ عبدالرحمن أبوالعينين، فقال له: «سمعت صوت ابنك وأرى مستقبله فى قراءة كتاب الله».
وبالفعل أرسله للشيخين محمد أبوحشيش وإدريس فاخر، وذات مرة أخطأ الطفل مصطفى إسماعيل، فهجم عليه الشيخ أبوحشيش وعضّه فى كتفه حتى سال الدم، فرجع إلى أمه يبكى، فوضعت له ترابًا على الجرح.
استقر مصطفى إسماعيل فى طنطا فى أوائل العشرينيات من عمره، كان وقتها قد بدأ صيته فى الانتشار، وكان يُطلب للقراءة فى المآتم والأفراح فى ميت غزال وما يجاورها ووصل إلى طنطا، التى كانت فى ذلك الوقت مليئة بالقراء، مثل الشيخ عوض والشيخ شفيق شهبة والشيخ محمد السعودى.
ويروى عاطف إسماعيل أنه كان هناك رجل يدعى حسين القصبى من أعيان طنطا، وكان عضوًا بمجلس الشيوخ، واجتمع معه الشيخ وقرأ، فأحبه «القصبى» حبًّا كبيرًا، حتى إنه فى مرة جمع أكابر القراء وقال لمصطفى إسماعيل: اقرأ بينهم.
وسافر «القصبى» فى منتصف العشرينيات إلى تركيا وتوفى هناك، وأعيد جثمانه للإسكندرية فى الباخرة، ونقل من الإسكندرية لطنطا بقطار خاص، وكان مصطفى إسماعيل فى بيته وقت أن طرق الباب أحدهم، ففتح له الشيخ فدعاه الرجل للقراءة على «القصبى» مع الشيخ محمد رفعت ومشاهير القراء.
ولما انتهى الشيخ محمد رفعت من قراءته، صعد الشيخ مصطفى إسماعيل للقراءة، فنهره الشيخ حسن صبح، وقال: «انزل يا ولد.. هو شغل عيال؟»، فتقدم أحد أقارب «القصبى» وقال إن «مصطفى» مدعو للقراءة مثل الشيوخ جميعهم، فسكت حسن صبح على مضض، وقرأ مصطفى إسماعيل فى هذه الليلة حتى أبهر أكابر طنطا وصفوتها، وكانت البداية الحقيقية له كمقرئ، حتى إن الشيخ محمد رفعت أثنى عليه وقال له: «أنت فقط تحتاج إلى دراسة المقامات وستكون قارئًا يتحاكى بك الناس.