أوكرانيا جديدة.. هل يبدأ عام 2023 بتدخل روسي في مولدوفا؟
يبدو أن عام 2023 سيحمل مزيد من تحركات روسيا، فبينما بدأت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فبراير الماضي، من المتوقع أن يبدأ العام الجديد بعملية روسية جديدة ولكن في مولدوفا وذلك بعد تحذيرات موسكو لحلف الناتو من محاولات تسليح هذا البلد الصغير السوفيتي السابق أو ضمه إليه.
الناتو يصر على دعم مولدوفا
وأكد نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي (ناتو) ميرتشيا جيوانا عزم الحلف على مواصلة تقديم الدعم إلى جمهورية مولدوفا على خلفية الأحداث العالمية والضغوط الروسية.
وقال جيوانا إن الهجمات العسكرية الروسية على أوكرانيا تعتبر التحدي الأكبر لأمننا منذ عقود"، حيث تحدث نائب الأمين العام للناتو عن جهود الحلف المستمرة لدعم أوكرانيا وحماية الحلفاء ودعم الشركاء بما في ذلك مولدوفا، مشيرا إلى أن الناتو بحص الدعم المصمم خصيصًا لمولدوفا والذي يتضمن الدعم الإضافي لبناء القدرات والإصلاحات والتدريب لتحسين المؤسسات الأمنية والدفاعية.
من جهتها حذّرت وزارة الخارجية الروسية أمس السبت، من أن خطط حلف الناتو بضخ الأسلحة إلى جمهورية مولودوفا "كارثة حقيقية".
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل غالوزين، إن تكثيف التعاون بين عاصمة مولدوفا كيشيناو وبلدان الناتو في المجالين العسكري والعسكري التقني هو عامل يقوض أمن مولدوفا نفسها إلى حد كبير.
باحث يكشف سيناريوهات غزو روسيا لمولدوفا
وتعليقا على هذه التطورات، قال محمود قاسم، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إن التطورات الأخيرة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية تساؤلات عدة حول إمكانية توسيع الحرب وامتدادها لساحات جغرافيا أخرى وعلى رأسها " مولدوفا".
وأوضح محمود قاسم في تصريحات خاصة لـ«الدستور» أنه في هذا الإطار يمكن تحديد سيناريوهات محتملة بشأن هذا التطور المحتمل، مشيرا إلى السيناريو الأول وهو غزو مولدوفا، ويفترض هذا المسار قيام روسيا بدخول مولدوفا سعيًا لضمها للاتحاد الروسي، ويستند هذا الافتراض على توافر كافة الأسباب التي دفعت روسيا لغزو أوكرانيا في حالة مولدوفا منها على سبيل المثال، أنها أحد دول الاتحاد السوفيتي السابق، بالإضافة لتخوف روسيا من انضمامها للكتلة الغربية خاصة بعدما منح الاتحاد الأوروبي مولدوفا صفة العضو المرشح، ناهيك عن تخوف روسيا من اتحاد مولدوفا مع رومانيا الدول العضو في الناتو.
أما السيناريو الثاني بحسب محمود قاسم يتمثل في تراجع فرص تدخل روسي في أوكرانيا، يفترض هذا المسار أن فرص دخول مولدوفا قد تتراجع لعدد من الأسباب من بينها أن روسيا ستحاول على الأقل في العام القادم على تأمين أكبر قدر من المكاسب في الميدان الاوكراني، علاوة على أن الوضع العسكري للجيش الروسي لا يؤهله لشن حرب في عدة جبهات من هنا قد تظل مولدوفا آمنه طالما لم تتمكن روسيا من حسم الحرب في أوكرانيا لصالحها.
وأخيرا السيناريو الثالث بحسب قاسم يتمثل في بقاء الوضع على ما هو عليه، يفترض هذا المسار اكتفاء صانع القرار الروسي ببسط هيمنته على الأجزاء التي يسيطر عليها في مولدوفا، حيث تحتفظ روسيا بوجود عسكري قوامه 1500 جندي في منطقة ترانسنيستريا منذ عام 1992، وهو ما يضمن لها على الأقل الحفاظ على الحد الأدنى من النفوذ، ومن الممكن أن تفكر في تطويع وجودها في تلك المنطقة لأحداث نوع من الحروب الهجين والتي قد تستهدف اسقاط النظام، ما يضمن تحييد مولدوفا بعيدًا عن الغرب.