ليس هناك موضوع
ذهبت بالأمس إلى الإسماعيلية بهدف تقصى موضوع تعديلات قانون الهيئة التى أقرها مجلس النواب.. كان هدفى أن أستمع مباشرة للفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، وهو يرد على أسئلة عشرات الصحفيين حول تفصيلات الصندوق المزمع إنشاؤه لإدارة الأصول الفرعية المملوكة للقناة.. خلاصة الموضوع أنه ليس هناك موضوع.. هذا ما وجدت نفسى أهمس به بعد انتهاء المؤتمر الصحفى.. وما أقصده بـ«ليس هناك موضوع» أن كل المخاوف والشائعات والهواجس والأكاذيب التى أثيرت لا أساس لها من قريب أو من بعيد.. فبحسب تصريحات رئيس الهيئة فإن الصندوق لا يتعرض من قريب أو من بعيد لعائدات الهيئة اليومية من عملية مرور السفن فيها.. فهى جزء من الموازنة العامة للدولة.. التى تحدد لهيئة القناة ماذا تعطى وماذا تنفق على أعمالها وموظفيها.. والهدف من الصندوق هو استثمار بعض فوائض الجزء الخاص بميزانية الهيئة التى تقررها لها الموازنة العامة.. هذا من ناحية علاقة الصندوق بالقناة الأم أو بالمجرى الملاحى للقناة.. أما من ناحية المخاوف من وجود عنصر أجنبى فقد أكد رئيس الهيئة أن كل العاملين فى قناة السويس من المصريين وأن هذا هو الحال منذ تأميم شركة قناة السويس وأنه سيبقى هو الحال فى المستقبل.. فالقناة لا توظف غير المصريين.. أما شراكات الأجانب فهى موجودة فى بعض الشركات التابعة للهيئة بالفعل بنسب أقلية لا تؤثر فى أى قرار ولا هيكل ملكية من قريب أو من بعيد.. وبالتالى فإن أهم شائعتين تم ترويجهما اتضح أنه لا أساس لهما فى الواقع.. وقد سألت رئيس الهيئة عن المشاريع المنافسة لقناة السويس والتى تظهر بين وقت وآخر فقال إن الهيئة تأخذ هذه المشاريع بالجدية الكافية وتدرسها فى إدارة التخطيط التابعة للهيئة.. لكن الواقع أثبت أن هذه البدائل غير عملية وقد ترسخ هذا بعد حفر قناة السويس الجديدة أو ازدواج المجرى الملاحى الذى استطاع استيعاب الحاويات العملاقة التى كان يتعذر مرورها فى القناة القديمة.. فضلًا عن تسريع زمن العبور.. وحل المشاكل الطارئة بشكل أسرع وهو ما رسخ قيمة القناة كأهم شريان ملاحى مائى فى العالم.. سألت الفريق أسامة أيضًا عن الشركات الخدمية التابعة للهيئة فقال إن عددها الآن ست شركات بعد أن تم دمج شركتين فى العام الماضى وإن الشركات ظهرت مع تأسيس الهيئة وكان هدفها خدمة عمل الهيئة وقطاراتها والكراكات وكافة ما يساعدها فى أداء دورها وإنه تم تطوير شركة بناء السفن لتبنى سفنًا لحساب أساطيل تجارية خارجية.. ولا شك أن هذه الشركات ستشهد مزيدًا من التطوير فى الفترة القادمة.. رئيس الهيئة عرض جزءًا من كلمة سيادة الرئيس فى المؤتمر الاقتصادى تساعد فى التدليل على الهدف من الصندوق حيث داهمت أزمة السفينة إيفر جيفن الهيئة وليس فى ميزانيتها ما يكفى لمواجهة هذا الظرف الطارئ فتم التفكير فى تجنيب جزء من مصروفات الهيئة لمواجهة الطوارئ وتحقيق تراكم اقتصادى يستخدم فى مزيد من الاستثمارات والتطوير فى أصول الهيئة.. بشكل عام كانت الحقائق واضحة وجلية.. وبدا أنه لا أسرار فى الموضوع أو أنه ليس هناك موضوع من الأساس سوى فى أذهان البعض لسبب أو لآخر.. أو هكذا أظن.