هل تنتهى الحرب الروسية الأوكرانية بحلول العام المقبل.. مدير «العربى للبحوث» يجيب
مع بداية انتهاء العام الجارى، ما زالت الحرب الروسية الأوكرانية التى ألقت بظلالها على العالم أجمع وكان لها تأثيرات سلبية على كل دول العالم مستمرة، فهل تستمر الحرب الروسية الأوكرانية للعام المقبل، أم سيكون هناك تغييرات على الأرض تؤدى لوقف سلسال الحرب.
كان للدستور لقاء مع مدير المركز العربى للبحوث والدراسات الإستراتيجية والخبير فى العلاقات الدولية للتعرف على سيناريوهات الفترة المقبلة وهل تنتهى الحرب بحلول العام المقبل.
قال هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في العلاقات الدولية، أعتقد أن الحرب الروسية الأوكرانية ستتخذ المزيد من الوقت حتى يتم تثبيت الأوضاع على الأرض، خاصة وأن هناك حالة من الكر الفر والمواجهات العنيفة خلال الفترة الماضية فى ظل محاولة كل طرف الاستقواء وتجهيز أدواته للسيطرة على العديد من المواقع.
وأشار سليمان فى تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن الجانب الروسي كان يسيطر على بعض الأماكن، لكن هناك دعم من الجانب الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا وتزويدها بمعدات واليات عسكرية، استطاعت من خلالها إعادة السيطرة على بعض المواقع.
وتابع سليمان: "قابل هذا تحول استراتيجى روسي على الأرض من خلال الإستعانة بالمسيرات والطائرات الإيرانية، واخرها 140 طائرة مسيرة إيرانية، وأعتقد أن تلك كانت نقطة التحول فى تفعيل الضربات الروسية وكفاءتها على الأرض من خلال استهداف البينية التحتية مثل المياه والكهرباء، وجعلت هناك ضربات روسية أكثر فاعلية ونتائج إيجابية على الأرض، وإعادة السيطرة مرة أخرى، وبالتالى جاءت صفقة جديدة من الطائرات مع إيران".
وأشار سليمان إلى أن الأوضاع غير مهيئة على الأرض لسيطرة أى طرف بشكل كامل، لافتا إلى أن هناك حالة سجال وربما حالة من الكر والفر فى الضربات الاستباقية والسيطرة والمعارك المختلفة، موضحا أن هذا سببه أنها ليست حرب روسية أوكرانية بقدر أنها حرب روسية مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة من الخلف، وبالتالى لن يكون من السهل الاستسلام سيكون هناك حالة من المقاومة والصمود لأن الحرب لها حساباتها المختلفة وفقا لحسابات استراتيجية واقتصادية متنوعة وفقا لكل طرف.
سليمان:الحرب ليس المتحكم بها الجانب الروسى والأوكرانى فقط
وتابع سليمان "بناءا على ذلك فإن الحرب ليس المتحكم بها الجانب الروسى والأوكرانى فقط ربما روسيا تعتمد على بعض الاستقلالية فى تحديد الأمد والمعارك لكن كييف ليس لديها رفاهية هذا الامر".
واختتم سليمان تصريحاتها قائلا: "فى النهاية هناك العديد من الأمور لم تحسم بعد، الولايات المتحدة والجانب الأوروبى ربما لهم رأى اخر، وهناك حالة من العناد الروسي والشخصية الخاصة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين ومحاولة هندسة ووضعية الجانب الروسى ورسم الامن القومى الخاص به، أعتقد أنه لن يتم الاستسلام أو التراجع عن هذه المفردات المهمة خاصة وفقا لشخصية وكاريزما الرئيس الروسى فى هذا التوقيت وإعادة بناء التحالفات مع الدول مرة اخرى مثل الصين وايران والاستفادة من حياد الدول العربية وتوازنها فى العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وأكد سليمان، أن كل هذه المعطيات من شأنها أن تجعل مساحة انتهاء الحرب محسورة، وأمامنا نصف عام على الاقل وسيكون معظم المؤشرات تم تثبيتها والرؤية باتت واضحة أكتر للحديث عن انحصار هذه الحرب أو استمرارها لن يكون سريع بأى حال من الأحوال.