العدوى التلاصقية.. السبب وراء انتشار «جدري القرود» التي أثارت القلق
في خبر مؤسف ومثير للمزيد من القلق، أعلنت وزارة "الصحة" عن تأكيد إصابة أحد مخالطي حالة جدري القرود المعلن عنها 7 ديسمبر الجاري، موضحة أن الإصابة كانت لحالة لصيقة بالحالة المصابة من قبل.
وتلك الحالة التي تم تأكيدها هي لشخص يبلغ من العمر 34 عامًا، وهو كان على اختلاط لصيق بشخص من المقيمين بأحد الدول الأوروبية، أثناء زيارته لمصر، ويجري حاليًا علاجه بإحدى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والسكان.
وهذه الإصابة تفتح الباب أمام ضرورة التطرق إلى معرفة كيف ينتقل جدري القرود، وهل التلاصق مع المريض هو سببًا رئيسيًا للإصابة به أم أن هناك أسباب أخرى.
ما هو جدري القردة؟
يعتبر فيروس جدري القردة، فيروس حيواني المصدر، يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، وينتشر أيضاً بين الناس من خلال الاتصال الوثيق بشخص مصاب.
من بين أعراضه الطفح الجلدي أو ظهور آفات، وحمى، وصداع شديد، وآلام في العضلات، وآلام في الظهر، كما يسبب الفيروس فقدان الجسم للطاقة، وتضخم في العقد الليمفاوية.
استشاري الفيروسات: الالتصاق بالحالة المصابة يجعل من الطبيعي العدوى
يجيب على هذه الأسئلة الدكتور فادي عبد العظيم استشاري الفيروسات موضحًا أن هناك ما يسمى بالعدوى التلاصقية، وهي التي تنتج عن تلاصق الشخص مع حالة مصابة، مشيرًا إلى أن العدوى تأتي نتيجة لمس الملابس والأفرشة التي يستخدمها المصاب، وكذلك لمس البثور الجلدية، وقشور الجروح عند المصابين.
وتابع أن المرض ينتقل كذلك من خلال سعال الشخص المَصاب، وأيضًا من خلال الاتصال المباشر بسوائل جسم المصاب، كممارسة الجنس معه على سبيل المثال.
كما أشار إلى أن الفيروس بذلك قد يدخل الجسم عن طريق تشققات البشرة، أو المجرى التنفسي، أو عبر العينين، أو الأنف، أو الفم.
وأضاف أن المرض أيضًا يمكن أن ينتقل إلى الإنسان من خلال تربية حيوانات مصابة مثل القرود والجرذان والسناجب.
لذا وصف فادي إصابة الحالة المخالطة للحالة التي تم الإعلان عنها يوم 7 من الشهر الجاري، هو أمر كان وارد حدوثه وغير مستبعد على الإطلاق.
كما حذر فادي من الاختلاط بالحالات المصابة، لتجنب العدوى وانتشارها، مضيفًا أن أعراض جدري القرود عديدة منها الحمى، والصداع، وكذلك الانتفاخ، وآلام الظهر، وأيضًا الشعور بآلام العضلات، والخمول، كما لفت استشاري الفيروسات إلى أن التطعيم ضد الجدري "جدري الماء" فعال بنسبة 85 في المئة في الوقاية من جدري القرود.
إجراءات حاسمة للتقصي الوبائي
وكان قد جاء اكتشاف الحالة الأخيرة ضمن الإجراءات المتخذة في التقصيات الوبائية ومتابعة المخالطين اللصيقين للحالات الإيجابية، وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة والسكان للاستعداد والجاهزية للأمراض المستجدة وحساسية نظام الترصد القومي للأمراض المعدية ذات الأهمية الوبائية الذي يمكنه الاكتشاف الفوري لأي حالة أمراض معدية.
بينما كانت قد أعلنت وزارة الصحة والسكان في 7 من الشهر الحالي، أنه في إطار المتابعة المستمرة للوضع الوبائي فقد ثبتت إيجابية مواطن مصري للإصابة بفيروس جدري القرود، حيث تم اكتشاف إصابته من خلال إجراءات الترصد الوبائي التي تقوم بها الوزارة وتم عزله في إحدى المستشفيات المخصصة للعزل.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن المريض يبلغ من العمر 42 عامًا وهو من الحاصلين على الإقامة بأحد الدول الأوربية والمترددين عليها، مؤكدة أن المريض حالته العامة مستقرة، وتم اتخاذ جميع الإجراءات الصحية والوقائية مع مخالطيه وفقا لبروتوكولات العلاج والمتابعة التي أقرتها منظمة الصحة العالمية.
نصائح الوقاية والنجاة
وقدّم عدداً من أطباء الجلدية مجموعة من النصائح للوقاية من الفيروس من بينها، الابتعاد عن مقابلة أي شخص تم تشخيص إصابته على مدار الفترة الأخيرة بالمرض، أو أشخاصاً من الممكن أن يكونوا مصابين، مع التركيز على الإجراءات الاحترازية العامة كغسل اليدين باستمرار وارتداء الكمامات وغيرها.
ويعتبر تعقيم المنزل من الأشياء الهامة للغاية التي يجب التعامل معها خلال تلك الفترة، بجانب التهوية الجيدة، وتناول الطعام المطبوخ جيداً للغاية، وغسل الملابس على درجات حرارة عالية.