البدء فى جمع تمور «السلطانى» من نخيل الوادى الجديد

تهتم محافظة الوادي الجديد بزراعة النخيل بكافة أنواعه لما له من قيمة غذائية واقتصادية هائلة تؤهل واحات الوادي الجديد الأولى على مستوى العالم في إنتاج البلح والتمور المحصول الاستراتيجي بالمحافظة، وتشهد خلال هذه الأيام جمع التمور الجافة والمعروفة باسم "السلطاني" بعد نضجها بمزارع نخيل الواحات.

وقال محمد عبده عرفات، أحد المهتمين بزراعة النخيل بمركز الداخلة، إن البلح السلطاني من أهم التمور الموجودة في واحات الوادي الجديد والذي يكثر الطلب عليه قبل شهر رمضان حيث يتناوله الصائمون بعد أذان المغرب مباشرة، مؤكدا أن شهري ديسمبر ويناير هما أهم الشهور في جمع هذه التمور من النخيل بعد نضجها وجفافها تماما.

وأضاف عرفات أن طريقة جمع التمور "السلطاني" تختلف عن جمع البلح السيوي "الصعيدي"، حيث تجمع التمور السلطاني مرة واحدة بقطع العرجون كاملا وفرزه ووضعه في صناديق خاصة به أو جوالات من الخيش أو البلاستيك لفرشه في الهواء حتي يجف ويجمع مرة أخرى بالأجولة ويباع في الأسواق، أما البلح السيوي يجمع مرتين الأولى بهز العراجين حتي يتساقط الناضج فقط ويتبقي باقي البلح والمرة الأخرى يقطع العرجون كاملا ويتم قطف البلح منه وفرزه جيدا ووضعه في صناديق وبيعه أو تخزينه في ثلاجات الحفظ وتبخيره لعدم إصابته بالحشرات والديدان.

وقال زايد سيد، أحد مزارعي الوادي الجديد، إن الطلب على تمور الواحات يزداد سنويا بعد جهود القيادة السياسية متمثلة في اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، الذي أقام للسنة الثانية على التوالي مهرجان التمور والذي حقق نجاحا كبيرا في كيفية تسويق المنتج خارج البلاد بعد حضور ممثلي الزراعة وسفراء الدول الخارجية وزيارة المحافظة والتعرف على جميع أنواع البلح والتمور الموجودة داخل المحافظة.

وأوضح زايد أن سعر التمور هذه السنة سيزداد عن السنة الماضية بعد زيادة الأسعار الأخيرة، حيث أن البلح والتمور سلعة كأي سلعة أخرى تزيد مع زيادة العرض والطلب عليها، مؤكدا أن سعر كيلو البلح السلطاني سيتجاوز 13 جنيها للكيلو هذا العام.

وتمتلك مصر قرابة الـ17 مليون نخلة من بينها 3 ملايين نخلة تقريبا بالوادي الجديد منتشرة في 5 مراكز إدارية بقري ومدن المحافظة على مساحات شاسعة تقوم عليها 48 منشأة صناعية لتعبئة التمور تستوعب قرابة 1600 من العاملين بمعدل إنتاج يتخطي 160 ألف طن سنويا من أجود أنواع التمور والأصناف العالمية، لافتا إلى أن إجمالي الأخشاب الناتجة من مخلفات النخيل بالوادي الجديد، يصل إلى آلاف الأطنان سنويا، فضلا عن ضخامة كميات المنتجات الثانوية لأشجار النخيل.

أوضح الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، أن إجمالي عدد أشجار النخيل نهاية عام 2021 بلغ 2992396 نخلة بإجمالي مساحة 36802 فدان، تنتج حوالي 165777.390 طن قابلة للزيادة، مشيرا إلى ارتفاع إنتاج التمور بالمحافظة بواقع آلاف الأطنان سنويا، وحجم التوسعات الراهنة يقابلها زيادة عدد مصانع التعبئة والتغليف لأجود أصناف التمور التي يتم تصديرها للخارج.