موضة من البالة.. شباب ينجحون في «جرين فاشون» من بواقي الأقمشة
تتوجه الدولة خلال الآونة الأخيرة لكل ما هو صديق للبيئة من خلال المشروعات الخضراء وتشجع الشباب على القيام بمشروعات صديقة للبيئة، وضمن هذه المشروعات مشروع "جرين فاشون" التي شاركت فيه المهندسة هدير شلبي صاحبة مشروع إعادة تدوير القماش.
وكشفت هدير شلبي، صاحبة مشروع إعادة تدوير القماش، أحد مؤسسي مشروع "جرين فاشون"، لـ"الدستور"، أن مجال الموضة الخضراء أو الموضة المستدامة، أو الملابس صديقة البيئة هى عبارة عن طريقة بديلة لتصنيع الملابس، لكن بأسلوب صديق للبيئة، مفيدة بأن الموضة المستدامة تأخذ في المعايير طريقة التصنيع ونوع الأقمشة المستخدمة، بألا يدخل فيها مواد بتروكيماوية مثل "النيون والبلستر"، إضافة إلى أن الموضة المستدامة كل مراحل تصنيعها وإنتاجها مستدامة، ويراعون الانبعاثات الكربونية في الموضة المستدامة، باستخدام طاقة نظيفة، بجانب التقليل من استخدام المياه، بجابن ألا يتم استغلال العمالة خلال المشروع من خلال عملهم لعدد ساعات غير آمنة.
فكرة المشروع بدأت بين 3 أشخاص مهتمين للغاية بالبيئة، وتشمل هدير شلبي وأمجد مصطفى وأميرة سنبل، فهم مهتمون بالبيئة وتمكين المرأة، فكانوا يبحثون عن مشروع يدمج بين عمل تمكين اقتصادي، ومشروع يفيد البيئة في نفس الوقت، خاصة مع العلم بضرر مخلفات صناعة المنسوجات، التي تعتبر ثاني أكثر شيء ملوث للبيئة، تقول هدير: “لذلك فكرنا في استغلال بواقي وهدر الأقمشة الناتجة عن المصانع، بجانب الملابس المستعملة، وإنتاج ملابس صديقة للبيئة منها وأن تكون ذات مظهر جذاب”.
الفكرة بدأت من قريتها في المنوفية ومعظم النساء هناك تعمل بالخياطة ويمتلكن أساسيات الخياطة كما أن نسبة بطالة النساء فيها مرتفع، لذلك كانت فكرة المشروع هناك مناسبة، وبدأوا في مشروعهم يأخذون بقايا أقمشة مصانع السادات، وأقاموا وحدة إنتاجية مكونة من 50 امرأة وكان هدفهم منها أن تكون كل المراحل مستدامة وخضراء من أول إدارة الوحدة بالطاقة الشمسية، فضلا عن ذهاب النساء للمشروع على الأقدام فلا يستخدمون مواصلات بها عوادم السيارات.
هدر الأقمشة
المشروع يراعي عدم إخراج هدر من الأقمشة، بل يتم عملها بمنتجات، ما يجعل المنتج الخارج نظيف وأخضر بنسبة 100%.
وعن الصعوبات التي قابلت المشروع، تمثلت في تعريف النساء عن فكرة المشروع، فضلا عن التمويل الذي كان عائقا في البداية، من فكرة عمل مشروع بمنتجات مختلفة ومميزة عن المنتجات الموجودة في السوق، لذلك كما أوضحت، بدأوا يبحثون عن مصممين بارعين ليخرج تصميم مميز وتنافسي ويميزهم عن غيرهم، فتغلبوا عليها بالبحث عن جهات تساعدهم وتدعمهم.
الموضة المستدامة
وأما عن النساء، فبدأوا بعمل تدريبات لهم لتعريفهم بالموضة المستدامة وخطوة بخطوة حتى خرجت أول مجموعة من المشروع، لينبهر العملاء بالتصاميم والجودة، حتى أنهم "بحد قولها" لم يصدقوا أن هذه الأشياء مصنوعة من الأقمشة، مما أعطاهم حماس، للاستمرار في المشروع وعمل تصميمات مختلفة أخرى.
وكان الناس يشترون من هدير وأصدقائها المنتجات لـ3 أسباب أرجعتها إلى أن المنتجات جميلة ومختلفة، وسعر المنتج تنافسي، وألوانه مختلفة، حتى أن معظمهم عندما يشترون القطع يقولون أنهم يشعرون ببهجة بالنظر لهذه المنتجات، مما يجعل العملاء يكررون التعامل والشراء، والأهم عندما يعرفون الهدف من المشروع بكونه صديقا للبيئة، مما يجعلهم منبهرين به ويقومون بمشاركة منتجاتهم عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
خطة هدير وشركاؤها في المستقبل أن يصنعوا المزيد من المنتجات صديقة البيئة، وأن يقومون بعمل وعي عن المشروع لعملاؤهم، فيخططون لعمل عربة تسمى "عربية القصايص" تلف في المجمعات وتعرف الناس عن البيئة المستدامة، وأضرار الموضة السريعة على البيئة، وأن يتبرعون بملابسهم القديمة ويأخذون عليها خصومات، وتعريفهم أن الموضة الخضراء يمكن صنع شيء مختلف من ملابس قديمة، بالإضافة لقيامهم أيضا بعمل "سلة ذكية" تستطيع جمع بواقي الملابس القديمة، وأخذ قطع جديدة، وذلك من خلال تشجيع العملاء للمساعدة في الحفاظ على البيئة.