اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى
يحتفل العالم بالتضامن مع الشعب الفلسطينى يوم ٢٩ نوفمبر بناء على قرار رقم ٣٢/٤٠ ب الذى صدر من الأمم المتحدة فى ديسمبر ١٩٧٧، ويأتى الاحتفال فى ذكرى صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ١٨١ عام ١٩٤٧ المعروف بقرار التقسيم الذى أقر دولة يهودية على أكثر من نصف أراضى فلسطين العربية.
وفى إطار لقاء التضامن مع الشعب الفلسطينى باتحاد المحامين العرب قالت السيدة وسام الريس، عضو سكرتارية لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع باتحاد المحامين العرب فى كلمتها «الأمم المتحدة أخذت من الفلسطينيين وطنًا ثم أعطتهم يومًا واحدًا للتضامن»، لقد لخصت بهذه الجملة مأساة الشعب الفلسطينى المقاوم الصامد على مدى أكثر من مائة عام على صدور وعد بلفور فى ٢ نوفمبر ١٩١٧، بإعطاء اليهود وطنًا فى فلسطين العربية، حتى تكون شوكة فى قلب وصدر وطننا العربى الذى استشعر الاستعمار البريطانى أن الخطر عليه وعلى مصالح كل الدول الاستعمارية يجىء من هذه المنطقة الاستراتيجية العربية.
وتستمر ملحمة نضال الشعب الفلسطينى الحر الأبى بكل وسائل المقاومة الشعبية بجانب المقاومة المسلحة المشروعة ضد الكيان الصهيونى المحتل عن الأرض والعرض والشرف، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، رغم سقوط الشهداء كل يوم على يد العدو المجرم ورغم تطبيع الكثير من الحكام والملوك العرب مع العدو الصهيونى الذى يستبيح الإنسان والأوطان، ولكن الأمل فى الشعب العربى والشعوب الحرة المساندة والداعمة لحق الفلسطينيين فى التحرير والعودة وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف، وفى دحر المحتل ومحاكمته أمام المحاكم الدولية على جرائمه ضد الإنسانية وجرائم الحرب التى يرتكبها كل ساعة فى فلسطين من قتل وتدمير وطرد الأهالى من بيوتهم وحرق محاصيلهم وأشجارهم والتعدى على مقدساتهم.
بالرغم من كل هذا الجرم هناك شعاع من النور والأمل الذى انبثق على يد شباب عرين الأسود فى فلسطين ومع انتفاضة الفلسطينيين بالداخل فى غزة والضفة وأراضى ١٩٤٨، وفى الشتات، التى اندلعت عقب الاعتداءات الصهيونية فى أحياء القدس فى حى الشيخ جراح وسلوان ومع العدوان على غزة فى شهر مايو ٢٠٢١ وتدمير المنازل والبنية التحتية وسقوط مئات من الشهداء وآلاف من المصابين على مدى ١١ يومًا، تلك الحرب التى صورتها كاميرات الصحفيات والصحفيين الفلسطينيين وأظهرت حقيقة العدو العنصرى وجرائمه المتوحشة والبشعة.
تجدر الإشارة إلى أنه فى يوم ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٢ جمعنا الاحتفال فى اتحاد المرأة الفلسطينية فى مصر وكان له مذاق خاص وطعم يجمع بين الألم والأمل، المحنة والمنحة، الشجن والحزن على القصف الذى طال الشهداء من النساء والأطفال وراحت ضحيته عائلات بكاملها دُفِنت تحت الأنقاض بجانب الإحساس بالأمل والفرح بقوة وشجاعة وصمود الفلسطينيين، من خلال عرض الفيلم الوثائقى «اللحظة المنتظرة» عن جرائم الـ١١ يومًا من اغتيال للإنسانية وتدمير الأبراج السكنية، ومنها برج الجلاء فى قلب غزة الذى توجد به مكاتب وكالات الأنباء المحلية والعالمية فى محاولة للعدو لطمس جرائمه ووحشيته، هذا الفيلم الرائع بروعة المقاومة بالصوت والصورة والكاميرا التى تحولت إلى سلاح من أسلحة المقاومة الشاملة.
وضَّح الفيلم المصاعب التى يلاقيها الصحفيون والصحفيات لنقل الصورة كاملة وسط دوى الرصاص والانفجارات، ورائحة الدم والموت، فالصحفى الفلسطينى صاحب قضية ورسالة لنقل حقائق ما يجرى داخل الأرض المحتلة من جرائم العدو الصهيونى.
الفيلم فكرة وإخراج الفنانة ريما محمود وتم عرضه فى هذا اليوم مع انطلاق مهرجان القدس السينمائى الدولى فى دورته السابعة التى تزامنت هذا العام مع اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى.
كل التحية لصناع فيلم «اللحظة المنتظرة»، وكل من شارك فيه.
وأكدت الصحفية وعضو لجنة مقاطعة الصهيونية، حياة الشيمى، فى كلمتها فى احتفالية اتحاد المرأة الفلسطينية، أن التضامن مع الشعب الفلسطينى بدأ مع الشباب العربى وشباب العالم الموجود فى قطر لمشاهدة كأس العالم ٢٠٢٢، واستكملت بجملة رائعة «فلسطين تفوز بالمونديال»، حقًا لقد كان المونديال استفتاءً على أن فلسطين فلسطيننا والقدس قدسنا، وأن لا مكان للعدو بيننا.
وفى مساء نفس اليوم انتقلنا من اتحاد المرأة الفلسطينية إلى الحزب الاشتراكى المصرى للاحتفال بالتضامن مع الشعب الفلسطينى البطل تحت عنوان «فلسطين فى القلب» وفى حضور حشد كبير من القوى الوطنية والسياسية وممثلى لجان المقاطعة للعدو الصهيونى ومقاومة التطبيع وممثلى اتحاد المرأة الفلسطينية، وبدأ الاحتفال فى الحزب الاشتراكى المصرى بأغنية مهداة إلى الشهيد عدى التميمى من تأليف الأديب أحمد الخميسى وتلحين وغناء أشرف الريس.
وتوالت بعد ذلك كلمات السادة الحضور والتى استهلها الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى بتحية واجبة للشهداء وأمهاتهم، وأضاف «إن الحزب الاشتراكى المصرى يحتفى بمسيرة وذكرى ثلاثة من رموز العمل الوطنى والقومى، الدكتور سماح إدريس المثقف والكاتب اللبنانى البارز رئيس تحرير مجلة الآداب اللبنانية المرموقة، والمناضل القومى والأممى والعضو المؤسس فى حركة الشعب اللبنانية المناضلة وأحد رموز مقاومة التطبيع، والذى تحل ذكرى رحيله هذه الأيام. والثانى المناضل الوطنى القومى الأستاذ أمين إسكندر أحد أقطاب حزب الكرامة، وركائز الحوار فى مصر والوطن العربى، والكاتب المتميز والمناضل ضد العدو الصهيونى. وأيضًا الأستاذ السيد الغضبان أحد أعلام الإعلام الوطنى الملتزم، والكاتب البارز المدافع عن مصر وفلسطين والمقاوم للمشروع الإمبريالى الصهيونى».
وتوالت بعد ذلك كلمات التضامن والدعم للمقاومة الفلسطينية، ورفض التطبيع مع الكيان العنصرى المحتل، والتأكيد على موقفنا بشأن القضية الفلسطينية كقضية مركزية ومحورية وقضية أمن قومى مصرى وعربى.. عاش كفاح الشعب الفلسطينى.