عائشة عبد الرحمن.. هكذا وضحت زيف المستشرقين وصححت أخطائهم
تحل هذه الأيام الذكرى الـ 24 لرحيل الكاتبة والباحثة والمفكرة عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ" والتي رحلت عن عالمنا في الأول من ديسمبر عام 1998، وتعد واحدة من أوائل الكاتبات والأكاديميات اللواتي تتلمذن على يد عميد الأدب العربي طه حسين.
ولدت عائشة عبد الرحمن في مدينة دمياط منتصف نوفمبر عام 1912م وكان والدها مدرسا بالمعهد الديني بدمياط، وجدها لأمها كان شيخا بالأزهر الشريف، وقد تلقت تعليمها الأولى في كتاب القرية فحفظت القرآن الكريم ثم أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر؛ ولكن رفض ذلك؛ فتلقت تعليمها بالمنزل وقد بدأ يظهر تفوقها ونبوغها في تلك المرحلة عندما كانت تتفوق على قريناتها في الامتحانات بالرغم من أنها كانت تدرس بالمنزل وقريناتها بالمدرسة. ومن بعد التحقت بجامعة القاهرة كلية الآداب قسم اللغة العربية لتتخرج عام 1939 ثم تنال درجة الماجستير بمرتبة الشرف 1941، ومن بعد تتزوج من أستاذها أمين الخولي.
وتحت عنوان "عائشة عبد الرحمن عالمة العصور الأخيرة" كتب عنها الكاتب والأكاديمي مصطفى الشكعة "أن عائشة لم تكن مجرد عالمة من علماء العصر، فضلا عن كونها فريدة زمانها ولكنها معدودة من علماء الرعيل الأول العظام الذين عرفوا بالعلماء الموسوعيين، بحيث يظن الواحد منهم قد تخصص في العلم، الذي يتحدث عنه دون غير، فإذا انتقل إلى علم آخر يتحدث فيه ظن مرة أخرى أنه متخصص فيه دون غيره. والأمثلة على ذلك كثيرة بين علماء السلف فقد كان الطبري مثلا متخصصا في خمسة عشر فنا هي الفقه والتفسير والقراءات والعقيدة والسنن والأصول والسيرة والتاريخ والفضاء والأخلاق، ومثل الطبري كثيرون.
ولفت الدكتور مصطفى الشكعة عبر مقاله إلى أنها "درست اللغة الألمانية واتقنتها، وعرفت الإنجليزية وأحسنتها، ومن خلال اللغتين تعاملت مع الاستشراق والمستشرقين وكشفت ما أعوج من تفكير بعضهم ما أنحرف من نهج الأخرين، ووضحت تزييف من زيف منهم، وصوبت خطأ من أخطأ منهم.
وجاءت أبرز مؤلفاتها هي: التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعري، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر.. سيرة ذاتية، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي.
حصلت على العديد من من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية للأدب في مصر والتي حازت عليها عام 1978م، كما حصلت أيضا على جائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية، والريف المصري عام 1956 م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994م.