حفظ التراث في مؤتمر «من الكتابة إلى الرقمنة» بمكتبة الإسكندرية
افتتحت مكتبة المؤتمر الدولي "من الحجر إلى الكتابة، ومن الكتابة إلى الرقمنة: ما هي وسائل الحفاظ على تراث الكتابة" النسخة الثانية، بالتعاون مع جامعة سنجور في الإسكندرية.
جاءت النسخة الثانية من المؤتمر بالتعاون مع الوكالة الجامعية الفرنكوفونية (AUF)، والمعهد العلمي الفرنسي للأثار الشرقية بالقاهرة (IFAO)، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (ICCROM) ومؤسسة غندور للفنون.
تناول المؤتمر ارتفاع أعداد المخطوطات والوثائق العربية ولاسيما الأعجمية والفارسية والسواحلية، وانتشار مشاريع الحفاظ على التراث وأيضا تشجيع البحوث والدراسات العلمية والتقنية، والتي تشكل العديد من الأدوات في خدمة حفظ هوية التراث الثقافي الأفريقي، بمختلف عناصره الفكرية والدينية والتاريخية والقانونية والجغرافية.
وقالت دينا يوسف، رئيس قطاع المكتبات، إن حفظ التراث حفظ لماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، ودور الرقمنة في حفظ التراث امر شديد الأهمية، حيث أن الرقمنة هي عملية صديقة للبيئة تعمل على تحسين الوصول للمحتوي، وتقلل من طمس التراث الملموس، مشيرة إلى أن هناك مكتبات رقمية بالكامل، التي نشأت رقمية لكنهم بحاجة للعديد من المعالجات لكي لا يتم بالمساس بالذاكرة السحابية.
وأشارت إلى أن هناك العديد من المخطوطات بدول مثل العراق، واليمن، تم تدميره، ومنها ايضا المعهد العلمي في مصر الذي احترق والخسائر الفادحة التي تكبدناها، ومن بعض الأمثلة تدمير مكتبة سرايفو، ومكتبة الكونجرس في عام 1812، المكتبات الأوكرانية في الحرب.
واشارت إلى أنه يجب أن نبادر بتجنب المخاطر التي يمكن ان تحيط بالتراث، فالتراث الثقافي مهم ولديه اهمية والمساس به يمثل جزء من المساس الذاكرة الانسانية، لدينا تهديد حقيقي لثقافتنا، لذا هناك العديد من المشروعات الخاصة بحفظ الترات بمكتبة الإسكندرية، العديد من الجهود التي استعدنا بها اشياء من التراث الخاص بنا، ونعمل ايضا على استعادة من رأس نفرتيتي وحجر رشيد.
وأشار ريبيو نيزيزا رئيس قطاع الثقافة بجامعة سنجور، إلى أن المؤتمر يتضمن العديد من ورش العمل، يتحدث فيها عن المخطوطات في المكتبة الوطنية في بوركينا فاسو، والحديث عن الرقمنة التكنولوجيا في المتاحف الأفريقية، الوسائط المتعددة، التراث التونسي، واستراتيجيات الحفاظ على الوثائق عن طريق الرقمنة، وحفظ المجموعات التصوير الفوتوغرافي في إفريقيا ، وحفظ التراث العام والخاص في السنغال.
وأوضح أنه يتم التحدث عن الورقيات في غانا، والقاموس الخاص بأحمد كمال باشا والحفاظ عليه بمكتبة الإسكندرية، والمخطوطات التي يتم حفظها في اليمن، حفظ المخطوطات ورقمنتها بالجزائر، وكل ما يخص بالكتابة باللغة العربية ورقمنتها، بالإضافة إلى جلسة تخص رقمنة المخطوطات، والمواجهات التي يمكن ان تلحق الضرر بالمخطوطات.
ويشارك مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية بتقديم ورقة بحثية بعنوان (التوثيق الرقمي لأحد الكنوز المخفية، إحياء قاموس أحمد باشا كمال نموذجًا). تستعرض الورقة البحثية الخطوات الأولية التي اتخذتها مكتبة الإسكندرية للحفاظ على معجم اللغة المصرية القديمة، والذي ألفه أحمد كمال باشا في 22 جزء، وتشمل هذه الخطوات: الاستلام، والترميم، واختيار وسائل العرض المناسبة، والتنقيب في الأرشيف، ثم الدراسة العلمية للقاموس، وإتاحته للجمهور.
يضم المؤتمر نخبة من الخبراء الأفارقة والعرب المتخصصون في مجال التراث المكتوب والوثائقي والرقمي، وصناع القرار في المجال الاقتصادي والسياسي، والباحثين والأكاديميين. كما أنه يهدف إلى استضافة الطلاب والمهتمين بالقطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني الراغبين في المشاركة في المؤتمر.
