مدير المعهد التشيكي لعلم المصريات: المتحف المصري الكبير سيساعد في إنعاش السياحة (حوار)
أكد البروفيسور المشارك جيري جاناك، مدير المعهد التشيكي لعلم المصريات، أن المتحف المصري الجديد، سيساعد علم المصريات وكذلك دعم السياحة في مصر.
واحتفالا بمرور مائة عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة ومائتي عام على علم المصريات، تحدثت “الدستور” مع البروفيسور المشارك جيري جاناك، مدير المعهد التشيكي لعلم المصريات، وإلى نص الحوار:
كيف ترى أهمية مقبرة توت عنخ آمون بعد 100 عام من اكتشافها؟
أعتقد الآن فقط، بعد مرور مائة عام على اكتشاف مقبرته نستطيع أن نرى حجم هذا الاكتشاف الرائع والضخم، كما أنه لا يوجد حتى الآن اكتشاف ضخم ومميز كاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
لقد تم دفن الملك الصبي مع أهم المقتنيات المادية الرائعة الخاصة به لتكون معه في الحياة الأخرى، ومما تم اكتشافه نتسائل عن مدى روعه مقابر الملوك الأكثر شهرة من توت عنخ امون، ربما يعتقد الكثيرون أن مقبرته هي رمز لمجد مصر القديمة، ولكن الحقيقة أنها مجرد مقبرة وسط عالم مصر القديمة.
كيف ساعدت مقبرة توت عنخ آمون في انتشار علم المصريات حول العالم؟
بالطبع، لقد ولدت مقبرة توت عنخ امون اهتمامًا جديدًا بمصر وعلم المصريات وعلم الآثار، وانتشر الهوس بعلم المصريات في أوروبا والعالم في بداية القرن التاسع عشر، وبعد فك رموز الكتابة الهيروغليفية في عام 1822، تم تأسيس علم المصريات على المستوى الأكاديمي أيضا، وبعد 1500 عام، يمكن الآن قراءة النص المصري الفرعوني القديم مرة أخرى، حيث تخبرنا النقوش المنحوتة في جدران المعابد أو المكتوبة على ورق البردي / قصصًا عن الملوك والملكات والكهنة والكتبة.
وفجأة أصبح كل من العلماء والجمهور مهتمين جدًا بكل شيء مصري.. وبعد 100 عام أخرى وتحديدا في 1922، تم اكتشاف مقبرة سليمة تماما لواحد من الملوك الأسطوريين في مصر القديمة، حيث تم العثور على مقتنياته وثرواته، وفي تلك اللحظة أدرك الجميع أن كل القصص عن مصر القديمة وملوكها وملكاتها كانت حقيقية حيث تم الكشف عن تمثال ملموس وشخصي وواضح لما كان يتم تدريسه في الجهات الأكاديمية، لقد كان حلمًا وتحقق.
لماذا تعتبر مقبرة توت عنخ آمون أشهر مقبرة فرعونية في العالم؟
ببساطة لأنها كانت المقبرة الملكية المصرية الوحيدة التي تم اكتشافها سليمة وغير مسروقة ومليئة بالمعدات الأصلية، مع ملكها الذي كان يستريح في تابوته المغلق، كان هذا ولا يزال اكتشافًا لا يضاهى.
كيف سيساعد المتحف المصري الكبير ومجموعات توت عنخ آمون التي ستعرض لأول مرة في دعم قطاع السياحة في مصر؟
أعتقد الآن، بعد 100 عام بعد الاكتشاف، حان الوقت لاكتشاف آخر رائع ويمكن أن يكون المتحف المصري الجديد، أحد هذه الأشياء الجديدة الرائعة! نعم، سيساعد المتحف علم المصريات والسياحة كثيرًا، آمل، أو بالأحرى أعتقد أن العديد من الأطفال المصريين والأجانب الذين سيزورون المتحف المصري الكبير، وسوف يندهشون من المتحف لدرجة أنهم سيخططون لأن يصبحوا علماء مصريات في وقت لاحق.
لماذا تم إنشاء المعهد التشيكي لعلم المصريات؟
تعود بدايات علم المصريات في جامعة تشارلز (براغ) إلى عام 1919 عندما قدم František Lexa “فرانسيس ليكسا” الدروس الأولى في اللغة المصرية القديمة والدين.
في وقت لاحق، في عام 1958، تم إنشاء المعهد التشيكوسلوفاكي لعلم المصريات في جامعتنا، و أصبح ZbyněkŽába “زبينيك ”وهو أحد طلاب فرانسيس السابقين ، أول مديرا للمعهد وبعد عام واحد، في عام 1959، تم إنشاء المعهد التشيكوسلوفاكي للمصريات رسميًا في القاهرة واعترفت به السلطات المصرية.
ارتبطت المهمة الأولية للمعهد بحملة اليونسكو الدولية لإنقاذ آثار النوبة، ووثق خبراء تشيكوسلوفاكيون النقوش الصخرية والآثار القديمة والمعابد التي تغطيتها بمياه النيل خلف السد العالي في أسوان و قامت مهمة المعهد التشيكي (التشيكوسلوفاكي سابقًا) لعلم المصريات من البداية على الجمع بين العلم والتدريس وحماية التراث الثقافي.
علاوة على ذلك، نحاول أيضًا (قدر الإمكان) العمل من أجل الجمهور، ونقدم لهم المعارض والمحاضرات والبرامج التعليمية ، ليس فقط في الجامعة أو في المتاحف، ولكن أيضًا في الأماكن العامة. وأفضل مثال على هذا الجهد هو المعرض الخارجي على جدار سفارة جمهورية التشيك في القاهرة حتى تكون الثقافة والتعليم متاحان للجميع.
ما هي أبرز الآثار التي اكتشفتها البعثة التشيكية في مصر؟
قام فريقنا بالعديد من الاكتشافات المهمة خلال الـ 62 عامًا الماضية من التنقيب في أبو صير على سبيل المثال، التماثيل الملكية للملك "نفرفر" وأرشيف من ورق البردي من المجمع الجنائزي الخاص به.
وتمثال Udjahorresnet الشهير، وبالطبع اكتشاف القبر السليم وغير المسروق للكاهن Iufaa، الذي كان محاطًا بنصوص دينية وسحرية في حجرة دفنه، كان الفريق التشيكي أيضًا محظوظًا للتنقيب عن بقايا قارب عمره 4500 عام ، و تمثال رائع للأميرة شيريتنبتي والمسؤول الرفيع المستوى نفر.
برأيك، لماذا يجذب علم المصريات انتباه وشغف الملايين حول العالم؟
تقدم لنا الحضارة المصرية القديمة مزيجًا رائعًا من الظواهر الثقافية والمعتقدات والأفكار والعادات والممارسات ، فهي من ناحية قديمة جدًا وغامضة ، ومن ناحية أخرى ، فهي حديثة جدًا ومفهومة وتشبهنا فعند إجراء بحث عن مصر القديمة ، يكون الأمر أحيانًا أشبه بالنظر في مرآة تُظهر صورتنا من الماضي.