أزمة سكن ورعاية صحية.. غضب ورفض أوروبي لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين

تسود حالة من الغضب والرفض الأوروبي، نحو اللاجئين الأوكرانيين الفارين من جحيم الحرب الروسية في بلادهم، حيث تتزامن موجات هجرة اللاجئين مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في أوروبا وأزمة الطاقة وارتفاع أسعار مواد الطاقة بشكل عام وارتفاع التضخم.

التشيك: لن نستقبل سوى عشرات الآلاف 

يأتي هذا بينما تتوقع جمهورية التشيك موجة هجرة جديدة من أوكرانيا طوال فصل الشتاء، لكنها لن تتمكن من قبول سوى عشرات الآلاف من اللاجئين.

صرح بذلك وزير الشؤون الداخلية، فيت راكوشان، حسبما ذكرت الإذاعة التشيكية، مضيفًا أن ذلك يعود إلى قلة أماكن الإقامة، فضلاً عن محدودية إمكانيات أنظمة الرعاية الصحية الاجتماعية.

وأضاف “راكوشان” أن هناك الآن ما بين 355.000 و390.000 أوكراني متبقين في جمهورية التشيك، أي من 3.4٪ إلى 3.7٪ من سكان التشيك ووصل عدد تأشيرات الحماية المؤقتة الصادرة بالفعل إلى 460.000.

وقال الوزير التشيكي، إننا لا نواجه موجة كبيرة من اللاجئين ويصل عدد معين من الأشخاص، لكن تجدر الإشارة إلى أن الكثيرين قد غادروا بالفعل أراضي جمهورية التشيك، وعادوا إلى أوكرانيا وينتظرون ما سيحدث.

في الوقت الحالي، تعد حكومة البلاد سيناريو للإقامة في الأزمات، حيث لن يكون هناك أي نوع آخر من المساكن المتاحة. 

وأشار الوزير إلى أن المساعدة مطلوبة من الاتحاد الأوروبي بأكمله والدول الأعضاء التي ليست مثقلة بالأعباء مثل جمهورية التشيك.

كما لوحظ سابقًا، وصول حوالي 4.3 مليون لاجئ إلى الاتحاد الأوروبي، لكن حوالي خمسهم قد عادوا بالفعل إلى وطنهم من جمهورية التشيك، التي أصدرت أكثر من 450.000 تأشيرة للاجئين الأوكرانيين، وعاد حوالي 20٪ إلى وطنهم.

تعثر الجهود الايرلندية للتعامل مع أزمة اللاجئين الأوكرانيين

وقالت صحيفة "irishtimes" الأيرلندية، تتعثر جهود الحكومة لاستيعاب اللاجئين الفارين من الحرب في أوكرانيا والعدد المتزايد بشكل حاد من الأشخاص الذين يسعون للحصول على الحماية الدولية في هذا البلد ويقال أحيانًا أن أيرلندا سيئة في التخطيط طويل الأجل ولكنها جيدة في الاستجابة عند حدوث أزمة.

وقالت الصحيفة إن عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على الحماية الدولية في أيرلندا ارتفع بشكل كبير هذا الأسبوع فيما أفادت وكالة ESRI أنه في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، تم تقديم ما مجموعه 6494 طلبًا للحماية الدولية، بزيادة تقارب 200% مقارنة بالفترة نفسها في ما قبل كوفيد 2019.

وفي خضم أزمة الإسكان، تنهمك الدولة في صراع مجنون للعثور على سكن. تم توجيه نداء عاجل لمنازل العطلات للأوكرانيين، دون أي ثقة كبيرة في أن هذا سيغلق الفجوة بين ما هو مطلوب وما هو متاح، ويتم تحويل المباني المكتبية الشاغرة على عجل إلى مساكن مؤقتة لطالبي اللجوء.

إجلاء اللاجئين الأوكرانيين قسرًا من فنادق فى إيطاليا

هذا وقامت الشرطة الإيطالية بإجلاء اللاجئين الأوكرانيين قسرًا من فنادق بعد انقضاء فترة بقائهم لمدة ستة أشهر في المأوى، وتم طرد اللاجئين الأوكرانيين قسرًا من فنادق في إيطاليا بعد انقضاء فترة بقائهم.

وأوضحت السلطات أنها وفرت المأوى لمدة ستة أشهر، وأن فترة بقاء اللاجئين قد انقضت بالفعل وفي بعض الحالات، تأتي الشرطة أيضًا للإجلاء، وفي سياق آخر بالمملكة المتحدة قالت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية سابقا إن المملكة قد تخفض بشكل كبير مساعداتها للاجئين الأوكرانيين بسبب العجز الخطير في الميزانية.

المفوضية الأوروبية تمهد لبقاء اللاجئين بعد نهاية الحرب

من جهتها ذكرت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية، دوبرافكا سويكا، أن اللاجئين الأوكرانيين المنتشرين في جميع أنحاء أوروبا لن يعودوا على الفور إلى وطنهم حتى بعد انتهاء الحرب.

وقالت سويكا في تصريحات لصحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم السبت:  يجب أن تكون الدول المستقبلة للاجئين الأوكرانيين، مثل ألمانيا أو بولندا، مستعدة لبقائهم لديها لسنوات بعد نهاية الحرب، وقالت: "أعتقد أننا يجب أن نكون مستعدين لذلك".

وأوضحت سويكا أن المشكلة الرئيسية هي أن هذه العائلات تعتقد أنها تستطيع العودة إلى ديارها في اليوم التالي من انتهاء الحرب، وقالت: "لكنهم لن يعودوا إلى بلادهم في ذلك الوقت، يجب أن أقول ذلك بصراحة، فأنا شخصيًا عايشت الحرب الكرواتية في يوغوسلافيا السابقة".