رواية «المحارم» للكاتب فكرى داود على طاولة ورشة الزيتون.. الإثنين المقبل
رواية "المحارم" للكاتب الروائي فكري داود، محور أمسية جدية من أمسيات ورشة الزيتون الأدبية، وذلك في لقاء مفتوح، يعقد في السابعة من مساء الأثنين المقبل، لمناقشة روايته الأحدث “المحارم”، والصادرة عن دار أفاتار للنشر والتوزيع.
ويتناول الرواية بالنقد والتحليل كل من: الناقدة دكتورة فاطمة الصعيدي، والكاتب أسامة ريان، والروائي دكتور محمد إبراهيم طه، ويقدم الأمسية الروائي مجدي نصار.
والكاتب فكري داود، سبق وصدر له العديد من الأعمال الأدبية، والتي توزعت بين المجموعات القصصية والرواية.
ففي الرواية صدر له روايات: طيف صغير مراوغ، عام جبلي جديد، خلخلة الجذور، الشوك والياسمين، وقائع جبلية، المتعاقدون، طيف صغير مراوغ، دروب الفضفضة.
وفي القصة القصيرة صدرت له مجموعات: العزومة، صغير في شبك الغنم، الحاجز البشري، استكانة النهر العجوز، دهس الطين، وغيرها. كما صدر له في قصص الأطفال: سمر والشمس، الاختيار الصحيح.
ومما جاء في رواية “المحارم”، للكاتب الروائي فكري داود نقرأ: انتفض فجأة ليصبح وسط الحجرة، وراح يمارس حركات رياضية عشوائية، قبل الثبات أمام الجدار الملاصق للباب، ويمناه مرفوعة بالتحية العسكرية، وصاح بصوت عال: حبيبتي يا بلقاس – كررها ثلاث مرات على صفحة الحائط، وتحت ضوء المصباح المعلق بالسقف، توجد خارطة مرسومة بالطباشير الأبيض لدلتا مصر، حُدِّدَتْ عليها مدينة المنصورة، وبالقرب منها نقطة محدودة، مكتوب أمامها بخط يُقرأ عن بعد:
بلقاس، وتحتها بين قوسين كلمة (الحبيبة).
- مَن هذا الرجل؟ وأي صنف من الرجال يكون؟!
إنها حالة جديرة بالتأمل؛ الطبيب البيطري صاحب مقولة (أيوه جاي) بمطعم بيشة حالة، صابر المخطط محرم سهير الجميلة حالة، سعفان الصعيدي حالة، وها هي حالة نادر الجمال، أأُصْبِحُ أنا أيضا حالة؟ وكم أستغرقُ من الوقت لأصبح؟ وعلى أيَّةِ هيئة ستأتي حالتي؟ مجرد تساؤلات قفزت إلى رأسي، وأنا أتخيل ابتسامة بلهاء تتلاعب بملامحي.
فض نادر حصة الألعاب العشوائية، أطفأ عين البوتاجاز اليتيمة، أنزل الحلة من فوقها، انتظر شيئا من الوقت، ألقى إليّ بملعقة واحتفظ لنفسه بأخرى، وشرع في التهام الوجبة الملتهبة، حاولتُ أن أحذو حذوه، لكن حلقي لم يسمح إلا بمرور نصف ملعقة، من ذلك المعجون غريب الطعم والرائحة.
- زعق في وجهي آمرا: كُلْ.
- قلت: خلاص.
- قارَبَ بين حاجبيه، وجحظت عيناه، صاح بأعلى صوته: المكرونة يا شباب.
لحظات واقتحم الحجرة أشخاص ثلاثة، متباينوا الأحجام والأطوال، بيد كل منهم ملعقة، يحدبها كأنها سكين.
- تهيأتُ لرد سلام أحدهم، باغتنا نادر صائحا: لا سلام على طعام.
مضت بضع دقائق، لا يُسمع فيها إلا أصوات الملاعق.
- التفت نادر إلىّ قائلا: هؤلاء الوحوش شركاء السكن.
- قلت على استحياء: ونِعْمَ الشركاء.
وأحاطني الاستغراب تماما، لانسحابهم واحدا تلو الآخر، دون الإشارة إليَّ بأيَّة كلمة!