رجال الأعمال: إلغاء مبادرات التمويل بشكل مفاجئ يسبب فجوة فى القطاع الصناعى
قالت الدكتورة داليا السواح، نائب رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن نقل تبعية مبادرات التمويل إلى وزارة المالية قرار منطقي إلى حد كبير، إلا أن إلغاءها بشكل مفاجئ قد يتسبب في فجوة كبيرة في القطاع الصناعي والإنتاجي، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة الي المستويات الحالية من 16 إلى 18% وهو ما لا يتناسب مع نداء الدولة ومجتمع الأعمال بتشجيع الصناعة طبقا لتوجيهات السيد الرئيس.
وأكدت السواح، أن مبادرات البنك المركزي كانت بمثابة طوق النجاة لقطاعات عديدة ومنها الصناعة والسياحة في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث ساعدت الشركات على الاستمرار والبقاء في أزمة كورونا وتبعات الحرب الروسية- الأوكرانية والتخفيف من حدة تبعات الأزمة الاقتصادية الراهنة، كما كانت ذات فضل كبير في ضم نسبة كبيرة من الشركات إلي منظومة الاقتصاد الرسمي وفى تشغيل الشباب وزيادة الإنتاج والقاعدة الضريبية.
وأوضحت أن برغم أن تلك المبادرات أسهمت بشكل قوي في إنقاذ الشركات ومستقبل القطاعات الإنتاجية والاقتصادية ذات الأولوية في السنوات الماضية إلا أنها علي صعيد آخر أدت الي تكبد الجهاز المركزي خسائر كبيرة على المستوى السنوي طبقا لتقارير البنك المركزي، حيث طالب صندوق النقد بعلاج هذا التشوه.
وقالت: «نتفق تماما في أنه من الوارد أن تلتف بعض الشركات للحصول بدون وجه حق على المنح التمويلية وأعتقد من الممكن تقليص حجم المحفظة المالية للتسهيل والتأكد من ذهاب الدعم إلى مستحقيه، وذلك من خلال صندوق لدعم الصناعة مثل قطاع السياحة وخلق مورد جديد لاستدامة الدعم وعجلة الانتاج والنهوض بالصناعة المصرية دون عمل فجوة أو صدمة في القطاعات الاقتصادية الحيوية».
وأكدت نائب رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجمعية رجال الأعمال، ضرورة استمرار مبادرة الـ٥٪ والتأكيد عليها من جانب الحكومة وإيضاح موقفها منها لطمأنة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تمس حياة ومستقبل قاعدة كبيرة من الشركات تمثل ٦٠٪ من حجم الاقتصاد، كما أثبت أهميتها في بقاء الكيانات الصغيرة صامدة مع تبعات التحديات والأوضاع الاقتصادية العالمية.
وأضافت: «نعي تماماً أن الدولة لا ترغب في الرجوع خطوة للوراء في مسار الإصلاح الاقتصادي وتقديم مزيد من الدعم لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة الحيوي والذي سيصبح دوره تدريجيا محوريا في مسيرة التنمية وقد ساعدت تلك المبادرات في السنوات الماضية علي الصمود رغم المعوقات الرهيبة»، مشيرة إلى أن مع توتر الأجواء العالمية أصبح هذا القطاع وقطاعات كثيرة تبحث عن فرص الاستمرار أكثر من النمو وتحقيق الأرباح.