محافظ المنيا ينعى الفنان التشكيلى حسن الشرق
نعى اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، ببالغ الحزن والأسى الفنان التشكيلى «حسن عبدالرحمن حسن»، وشهرته «حسن الشرق» ابن قرية زاوية سلطان التابعة لمركز المنيا والذي وافته المنية مساء أمس الأربعاء إثر أزمة قلبية مفاجئة.
وأعرب المحافظ عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الفقيد، داعياً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وقال "لقد فقدنا فنانا مبدعا، ولكن عزاءنا الوحيد أن أعماله باقية شاهدة على فنه الأصيل، لترتقى بالذوق العام، كواجهة حضارية مميزة يفخر بها أبناء محافظة المنيا". إنا لله وإنا إليه راجعون .
وكان الحزن قد خيم على أبناء محافظة المنيا، مساء أمس الأربعاء، بعد نبأ وفاة الفنان العالمي "حسن الشرق" إثر إصابته بأزمة قلبية، ليودع عالمنا عن عمر 73 عاماً، تاركاً رحلة فنية رائعة طافت بلدان العالم، وترك بصمته في جميع المتاحف الكبرى، وأبرزها قاعة الفن الحديث بمتحف اللوفر.
ولد الفنان التشكيلي العالمي الراحل حسن الشرق في 28 مايو عام 1949، وتوفي مساء الأربعاء 23 نوفمبر 2022 في قرية زاوية سلطان التابعة لمركز المنيا، ويجاورها أكبر مقابر لدفن الأموات على مستوى المحافظة وكان يعمل والده في الجزارة، بينما كان الفنان الراحل يعشق الرسم منذ نعومة أظافره ودائم الرسم على السبورة والجدران في مدرسته، وكذلك "ورق اللحمة" الذي كان يمتلكه والده في محل الجزارة عندما كان يقف معه ليساعده في العمل، وسط سخرية والده منه ومن رسوماته غير المفهومة وتداخلها في بعضها البعض، حتى ترك تعليمه وهو في المرحلة الابتدائية.
لقب حسن الشرق باسم "الفرعون الهارب" نظراً لقيامه بصناعة ألوانه بنفسه، من خلال مواد العطارة التي كان يشتريها من العطارين، ووصوله لتركيبات عالية الجودة، لم يفصح عن سرها لأحد حتى الآن، وقال في تصريحات سابقة أنها تعيش لآلاف السنين مثل ألوان المصري القديم المدونة على جدران المقابر الفرعونية.
حقق الفنان العالمي الراحل حسن الشرق حلم حياته بأن أنشأ متحفه الخاص في مسقط رأسه بقرية زاوية سلطان على مساحة 1500 مترًا، مؤكدًا أنه لا يحب الضوضاء والمدن، وحرص على أن يكون متحفه في المكان الذي ولد وعاش فيه، وله لوحات في قاعة الفن الحديث بمتحف اللوفر، ومتحف التاريخ بأمريكا تتحدث عن المهجرين، ولوحة في أحد المتاحف الألماني، والعديد من اللوحات في متاحف مصر، ولوحات أخرى في روما بالأكاديمية المصرية هناك، وكذلك متحف كولومبيا الذي أهداهم لوحاته وصمم على عمل جناح خاص لمصر هناك وتبرع لهم بثلاثة لوحات. أشهر لوحات "الشرق" هى لوحة "مذبحة مدرسة بحر البقر"، والتي تحدثت عن مذبحة بحر البقر التى ارتكبها العدوان الإسرائيلى على إحدى مدارس محافظة الشرقية عام 1970، وفازت في أول مسابقاته الدولية على مستوى الشرق الأوسط، كما أن له لوحتين تحكيان السيرة الهلالية وتم وضعهما في قاعة الفن الحديث بمتحف اللوفر بباريس.
طاف الفنان حسن الشرق أكثر من 25 دولة حول العالم، وهو يرتدى الجلباب الصعيدي، ولم يغير لهجته الصعيدية، ودخل بذلك جميع متاحف العالم دون خجل، والتقى كبار المسئولين في جميع الدول، متمسكاً بثقافته الشرقية والصعيدية.