رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشاعرة مروة نبيل: «حياة كريمة» سَتُعيد كتابة تاريخ علم اجتماع الثقافة فى مصر

الشاعرة مروة نبيل
الشاعرة مروة نبيل

تعقيبا علي توجيه الرئيس بإنشاء المكتبات، قالت الشاعرة والمترجمة مروة نبيل: نُدرك جميعا ما في فكرة "الثقافة"- لغويا ودلاليًّا- من ديناميكية تجعل "مفهوم الثقافة" فائق التشابك والتعقيد؛ فإذا أعلننا الاحتياج إلى إضفاء الطابع الثقافي على أي تطور يحدُث؛ فهل نَقصِد "الثقافة" بوصفها تهذيب للطبيعة؛ ذلك التهذيب الذي يَخلقُ مجتمعًا أرقى؛ أي (النقلة من حياة الريف إلى حياة الحَضَر، ليصير أهل الريف- كما أهل الحضر- مُثقفين)؟ أم أننا نقصد الثقافة بوصفها "دراسة الاستاطيقي" أو (الجميل) فيما تقدم وتأخر من إبداعات علمية وفنية وأدبية أثرت في التاريخ؛ ودفعت المجتمع دوما نحو الأفضل؟

 

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: إذا كنا نتحدث بالمعنى الأول؛ فالدولة ممثلة في الرئيس ساهمت في ذلك بإطلاق مبادرة "حياة كريمة"؛ التي ستظهر فوائدها لاحقا، وسَتُعيد كتابة تاريخ "علم اجتماع الثقافة" في مصر. كذلك كانت وستظل الدُّول تُولي عنايتها- بمستوى أعلى أو أدنى- شطرالتراث الثقافي البصري والمكتوب للشعوب؛ في مجالات الفنون والعمارة والأدب والفن التشكيلي وغير ذلك.

 

واستدركت: ولكن- وبعيدا عن المعنى العملي والوظيفي للثقافة- واقترابا من المعنى الذي يقصد به دراسة الجمال وتحليله ونقده وعرضه على الجماهير؛ يقع على المُثقفين- خصوصا المُبدعين منهم وأصحاب الأصوات الإعلامية- دور كبير في نشر الثقافة وتعضيدها؛ فإذا كان مُشاهِد الوسائل الإعلامية لا يميل عادةً إلى مناقشة الكتب والأعمال الفنية، ولا يُفضل مشاهدة المواد التسجيلية والوثائقية؛ فمن حقه أن يرى على الشاشة مُتحدثا مُثقفا يحترم العلوم والفنون والآداب، ويعرف عنها قدرًا لا بأس به، فيكون لذلك المُتحدِّث تأثيرا ثقافيا ملحوظًا على مُتابعيه. كذلك قد يكون على الروائيين والقُصَّاص الالتفات إلى السِّيَر الذاتية للمُثقفين والمُبدعين، وما فيها من جوانب روحية مؤثرة؛ بالقدر ذاته الذي يلتفتون به إلى السِّيَر الذاتية للبشر العاديين، والدُّعاة، والسياسين، ورجال الأعمال، ولاعبي كرة القدم والاسكواش.

 

وأوضحت متابعة: كما يقع على المُتلقين أنفسهم عدة أدوار؛ أهمها "الإرادة الذاتية"، وتَبَني "التسامُح" Tolerance كثقافة. تسامُح ديني وعِرقي يستلزم بالضروة تسامُح ثقافي. تسامُح لا يعني صَفْحًا وغُفرانا؛ بل يعني "التعايُش" مع الآخر؛ والسماح لثقافته بأن توجد وتكون؛ مما يُمهد لتلاقح كل هذه الثقافات؛ لتخرج ثقافة مُعاصرة بحق، ويظهر المُثقف الجديد.

 

وإن كان لي أي اقتراح يُساعد على إضفاء المزيد من الطابع الثقافي على حياتنا بشكل عام؛ فهو اقتراح سيُظهر تَحيُّزي المستمر لتعليم الفلسفة والمنطق على نطاق أوسع مما هما عليه الآن. وأجادل، وأكاد أجزم؛ بأن أغلب الفجوات الثقافية التي تُقابلنا؛ والتي نُنادي بملئها وتعويضها الآن؛ هي فجوات فكرية فلسفية بالدرجة الأولى؛ فما كان تراجُعنا العلمي العربي إلا نتيجة لتخلينا عن ركاب "المنطق"، ومُجافاة التطور الذي أحرزه؛ والذي تَمثّل في عدة أنواع من المنطق؛ أدت بالعالم المُتقدم علميا إلى امتلاك التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. 

 

وكلُّنا نعرف مدرسة فلسفية شهيرة تُدعى "مدرسة فرانكفورت" ولكن؛ هل لدينا مدرسة عربية مثلها؛ تختلف عنها أو تحاكيها؟ أي هل يوجد لدينا جهة فكرية مَشهورة، وذات موثوقية؛ تُحلِّل عمليات الإنتاج الثقافي، وتكتشف علاقة هذا الإنتاج الثقافي بالاقتصاد السياسي والعولمة. وتُبرز أهمية الثقافة الجماهرية والاتصال؛ وتبحث في شأن المُتلقي كما تبحث في الظواهر الثقافية نفسها؟