طارق فهمى: تصنيف البرلمان الأوروبى روسيا دولة إرهابية «لا يفيد»
أعلن البرلمان الأوروبي، اليوم الأربعاء، تصنيف روسيا أنها دولة راعية للإرهاب، بسبب هجومها على أوكرانيا، داعيا دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى أن تحذو حذوه، معتبرا أن الضربات العسكرية التي تنفذها موسكو على أهداف مدنية مثل البنية التحتية للطاقة ومستشفيات ومدارس وملاجئ في أوكرانيا تنتهك القانون الدولي.
واستبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، إقدام دول أوروبا على تصنيف روسيا بأنها دولة راعية للإرهاب، مشيرا إلى أن البرلمان الاوروبي ساحة لكثير من السياسات، والأوروبيون منقسمون بصورة كبيرة بين أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية، ودول شرق أوروبا لا تريد أن تطبق كامل العقوبات، وفي نفس الوقت للحذر في التعامل مع الحالة الروسية تخوفا من ارتدادات هذه الأزمة التي طالت.
وأضاف فهمي في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن هناك أصوات الآن داخل الاتحاد الأوروبي تريد الذهاب نحو وقف العمليات وبدء تفاهمات سياسية وأمنية، لافتا إلى أن الرد الروسي على قرار البرلمان الأوروبي لن يكون موجعا؛ فالروس واقعيون ويتعاملون في دائرة محددة ومباشرة في هذا الإطار، وليس لديهم أي مشكلة في التعامل، ويراهنون على إحداث مزيد من الانقسام في الدائرة الأوروبية.
ونص القرار، الذي أقر في ستراسبورج، أمس، بأغلبية، وفقا لوصف النواب الأوروبيين، أن روسيا دولة راعية للإرهاب، كما تستخدم وسائل إرهابية، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
ونقلت وكالة الأنباء "رويترز"، أن هذه الخطوة رمزية إلى حد كبير، إذ ليس لدى الاتحاد الأوروبي إطار عمل قانوني يدعم ذلك. وفي ذات الوقت فرض التكتل عقوبات غير مسبوقة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.
حالة انقسام
وأشار فهمي إلى أن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في حالة انقسام كبيرة، والإدارة الأمريكية تواجه هذه الحالة بمزيد من محاولة تصدير الأزمة، لأن أوروبا وألمانيا وفرنسا باتت على مقربة من اتخاذ مواقف مباشرة لرفض الاستمرار في هذا الخط، وباريس دعت أكثر من مرة للتعامل مع الحالة الروسية في إطارها.
وتابع بقوله: الروس ليس لديهم بدائل كثيرة، لكن رهانهم الرئيسي على مزيد من الانقسامات ومزيد من التباينات في الرؤى والتجاذبات مع الدول الأوروبية، وبالتالي إحداث انشقاق وانقسام في الموقف الموقف الأوروبي.
وأوضح “فهمي” أن العالم أمام سيناريوهين، أولها تصنيف روسيا دولة إرهابية لا يفيد كثيرا، وليس له إلا دلالات رمزية أكثر منها واقعية، وهذا أمر مهم سيفتح نقاشات داخل دول الاتحاد الأوروبي، بينما روسيا ماضية في إطارها في تطوير وتنمية علاقاتها برغم منظومات العقوبات المفروضة.
واستطرد: السيناريو الثاني هو أن تتخذ إجراءات في مسار ما يعرف بعناصر الأزمة وبناء تفاهمات جديدة، مع الإدراك الروسي بأن خطوة البرلمان الأوروبي شكلية رمزية، لكن لها دلالات في التعاملات الدولية.