تقارير دولية: الاحتياطى الفيدرالى لم ينته بعد من تشديد السياسة النقدية
كشفت تقارير دولية عن تضاؤل الآمال هذا الأسبوع في تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو البدء في تيسير السياسة النقدية، حيث صرح عدد من المتحدثين الفيدراليين بأنه على الرغم من أن تباطؤ قراءات مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين كان إيجابيا، فإن رد فعل السوق كان متفائلًا أكثر مما ينبغي، وأن الاحتياطي الفيدرالي لم ينته بعد من تشديده للسياسة النقدية.
وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية على مستوى غالبية آجال الاستحقاق، مما أدى إلى ارتفاع الدولار وتراجع الأسهم. وعلى الرغم من تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي القوي للسياسة النقدية، إلا أن معنويات المخاطرة قد تعززت بشكل طفيف في أوروبا والمملكة المتحدة والأسواق الناشئة. في أوروبا، ظهرت أخبار مفادها أن مسئولي البنك المركزي الأوروبي يفكرون في رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر.
وفي المملكة المتحدة، أعلنت حكومة ريشي سوناك عن خطة مالية تقشفية تبلغ 55 مليار جنيه استرليني، مما أعاد بعض المصداقية للحكومة البريطانية. أما بالنسبة لدول الأسواق الناشئة، فقد أدى تداول الأنباء التي تفيد بأن الصين قامت بتخفيف بعض الإجراءات الاحترازية التي قامت بفرضها لمكافحة وباء كوفيد إلى تهدئة المخاوف من حدوث تباطؤ في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وعلى الرغم من تزايد الآمال بإعادة فتح الاقتصاد في الصين، إلا أن أسعار النفط انخفضت بشكل حاد حيث واصلت أوبك خفض توقعات الطلب بالإضافة الى تراجع التوترات الجيوسياسية.
وزادت عوائد سندات الخزانة الأمريكية على مستوى غالبية آجال الاستحقاق، بقيادة الآجال القصيرة، حيث أدت التصريحات التي تميل نحو تشديد السياسة النقدية من قبل العديد من المتحدثين في بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إضعاف الآمال في حدوث تحول نحو تيسير السياسات. على مدار الأسبوع، ذكر العديد من المتحدثين في بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه على الرغم من أن قراءات التضخم التي جاءت أقل من المتوقع في أكتوبر كانت تبعث على التفاؤل، إلا أن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يتجه نحو رفع سعر الفائدة، حيث صرحت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي ماري دالي في سان فرانسيسكو بأن التوقف عن الرفع يعد "خياراً غير مطروح".
بينما قال جيمس بولارد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس إنهم يجب أن يرفعوا أسعار الفائدة إلى معدل 5.00-5.25% وهو المستوى الأدنى الذي تكون فيه المعدلات "تقييدية بالشكل الكافي".
زادت العائدات عبر معظم آجال الاستحقاق على مدار كل يوم تقريبًا من أيام الأسبوع، باستثناء يوم الثلاثاء حيث أدى تراجع مؤشر أسعار المنتجين في شهر أكتوبر الى تزايد الآمال في أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بالتحول نحو تيسير سياساته النقدية، كما أدت التوترات الجيوسياسية إلى زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن. انعكست هذه الزيادات بعد يوم الثلاثاء، مدفوعة ليس فقط بتصريحات المتحدثين الفيدراليين والتي تشير الى تشديد السياسات ولكن أيضًا نتيجة ارتفاع مفاجئ وقوي في بيانات مبيعات التجزئة وهبوط مفاجئ في طلبات إعانة البطالة وهو ما أوضح أن الاقتصاد الأمريكي قد يكون في حالة جيدة تسمح بتحمل المزيد من التشديد النقدي. وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن معظم تصريحات المتحدثين بالاحتياطي الفيدرالي كانت تتجه إلى تشديد السياسات النقدية، وأن الكثير منهم أكدوا أن التوقف عن رفع أسعار الفائدة أمر غير مرجح، قال بعضهم إن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض وتيرة رفع الفائدة، مما دفع السوق إلى توقع رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر.