حاتم الجوهري: توجيهات الرئيس بإنشاء مكتبات أمر مهم.. ويمكن أن تكون ممرات سياحية ثقافية
قال الدكتور حاتم الجوهري أستاذ النقد الأدبي والدراسات الثقافية، حول توجيهات الرئيس بإنشاء المكتبات والمراعاة البعد الثقافي: «أعتقد أن الحديث يمكن أن يكون عن ممرات سياحية تنشأ مدمجة في تصميم وإنشاء الطرق والكباري في العاصمة الجديدة، مثلما هو حاصل في مدينة 6 أكتوبر والشيخ زايد، حيث توجد على طول تلك الممرات السياحية الموازية للطرق الرئيسية في المدينتين، المحلات التي تقدم مختلف الخدمات اليومية والتجارية والاعتيادية، هنا ربما يكون المقصود أن يتم التدخل المركزي لتشمل تلك المرافق والممرات السياحية بالعاصمة الجديدة تصميما بروتوكوليا، أو كودا موحدا أو شبه موحد، يضم قطاعا أو وحدات تحوي البعد الثقافي مثل المكتبات».
وأضاف «الجوهري» في تصريح لـ«الدستور»: «هنا سيكون التحدي أمام القائمين على أمر العاصمة الإدارية لتنفيذ التوجيهات الرئاسية، فالعاصمة الجديدة تقام بفكر اقتصادي يعتمد لحد بعيد على الفكر الاستثماري ودور القطاع الخاص، مع حضور الدولة المؤسسي في قطاعات بعينها مثل مدينة الثقافة بمختلف منشآتها في العاصمة الإدارية الجديدة، هنا سيكون على القائمين على العاصمة الجديدة التفكير خارج الصندوق لتنفيذ التوجيهات الرئاسية، لأن المطلوب هو دمج النشاط الثقافي/ المكتبات في الممرات السياحية المفتوحة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ولا يدور الحديث هنا عن مدينة الثقافة التي لها تصورها المؤسسي الإداري المستقل».
ــ حلول ورؤى
وتابع «الجوهري»: «أعتقد أن القائمين على المدينة سيكون أمامهم عدة حلول للاختيار من بينها أو الدمج فيما بين بعضها البعض، أول هذه الحلول هو أن يكون كل عدة كيلومترات في الممرات السياحية تلك مكتبة أو مربع ثقافي تتوسطه مكتبة، وليكن مثلا كيلو متر مربع طولي من تلك الممرات، وكذلك سيكون أمامهم عدة بدائل في الطبيعة الإدارية/ الاقتصادية لتلك المكتبة، فممكن أن يكون ذلك المربع الثقافي جزءا غير ربحي، تتوسطه مكتبة حكومية تتبع هيئة الكتاب مثلا على أن تبيع كل كتب مؤسسات وزارة الثقافة والنشر الخاص، يصاحبها شاشة عرض مركزية يتم التحكم فيها عن بعد، تعرض باستمرار أفلاما وثائقية عن تاريخ مصر وثقافتها، وكذلك يتم وضع فيها ماكينات آلية لتقديم الخدمة الذاتية للمشروبات وبعض الأغذية المعلبة، بحيث يكون المربع الثقافي مستقل إداريا ولا يحتاج سوى موظف واحد أو اثنين على الأكثر لعملية البيع، أما شاشة العرض فيتم التحكم فيها مركزيا عن بعد من خلال وحدة مركزية في العاصمة الإدارية، وماكينات تقديم المشروبات والأغذية تكون آلية، ويتم تغذيتها يوميا ومتابعة رصيدها عبر الوحدة المركزية نفسها في العاصمة الإدارية.
ــ المربعات الثقافية الموسعة
وأضاف «الجوهري»: «هناك تصور آخر بأن يكون ذلك المربع الثقافي خاضعا للنشاط التجاري ويتم تأجيره سنويا أو كل ثلاث سنوات مثلا، لممثلي مكتبات القطاع الخاص، ويسمح لهم بتقديم خدمات مرافقة مثل تقديم المشروبات الخفيفة والأغذية الخفيفة، ويمكن الدمج في تصور ذلك المربع الثقافي بين الفكرتين، بحيث يشمل المربع الثقافي ركنا مؤسسيا حكوميا يطرح وجهة نظر وسياسة ثقافية جامعة تعبر عن الثقافة المصرية الجامعة، وكذلك ركنا للنشر الخاص يمارس فيه حضوره ويعبر تنوع وجهات النظر في سياق المتن المصري الجامع أيضا».
وأكد: «يمكن مثلا كل خمسة كيلو متر أن يتم عمل مربع ثقافي موسع (أي كل خمسة مربعات يكون بينهم واحد موسع) يشمل دائرة مرتفعة حولها مقاعد دائرية تقدما عروضا من التراث المصري مرتين في الأسبوع مثلا، وفق سياسة ثقافية تعتمد على منح رواد العاصمة الجديدة جرعة مستمرة من التراث المصري للتأكيد على هوية مصر الثقافية التاريخية، وأن العاصمة الإدارية الجديدة هي تعبير عن روح مصر وهويتها وتمثل امتدادا لها، وكأن تلك المربعات الثقافية الموسعة التي ستقام كل خمسة كيلومترات، والتي ستقدم عروضها بالمجان، هي نافذة وسياسة ثقافية ورسالة للعالم اجمع بأن العاصمة الجديدة هي تأكيد على الروح المصرية وخصوصيتها، وفي الوقت نفسه عالميتها بانفتاحها على كل الثقافات».
واختتم: «من خلال الوحدة المركزية بالعاصمة الإدارية تلك التي ستدير المربعات الثقافية العادية كل كيلومتر واحد، والمربعات الثقافية الموسعة كل خمسة كيلومتر، سيتم الترويج والإعلان عن برامج تلك المربعات الموسعة شهريا، ويمكن أن يتم دعوة الملحقيات الثقافية في مصر، لتقديم عروض خاصة بها على المربعات الثقافية الموسعة، لنؤكد على فكرة الذات وحضورها وهويتها مع الانفتاح على الآخر وثقافته في الوقت نفسه.