الوزير: رؤية النقل المصرية تتخطى مجرد نقل الركاب والبضائع إلى ترسيخ التنمية المستدامة
نقل الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب، تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتمنياته الطيبة بأن تكلل أعمال اجتماع الدورة العادية رقم (35) لمجلس وزراء النقل العرب بالتوفيق والنجاح، مرحبًا بحضور الاجتماع على أرض مصر وفي الإسكندرية عروس البحر المتوسط تحت مظلة الجامعة العربية.
وعبّر وزير النقل عن شكره للملكة الأردنية الهاشمية على جهودها خلال فترة رئاستها مجلس وزراء النقل العرب، متوجهًا بالتهنئة إلى دولة العراق الشقيقة بمناسبة توليه رئاسة المجلس، متمنيًا له التوفيق والنجاح، كما توجه بالشكر للأمين العام للجامعة العربية والأمين المساعد للشئون الاقتصادية وإدارة النقل والسياحة بالأمانة العامة للجامعة على الإعداد المتميز لاجتماعنا اليوم لتحقيق النتائج المرجوة.
وهنأ الوزير وزراء النقل العرب الذين تولوا المسئولية الكبيرة في الفترة الأخيرة بانضمامهم إلى المجلس، أيضًا الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى ورئيسها الأستاذ الدكتور إسماعيل عبدالغفار، بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشائها، لتظل دومًا صرحًا علميًا شامخًا يعكس إرادة عربية قوية للإنجاز في إطار آخر ما وصل إليه التطور في مجالات التعليم والثقافة والتكنولوجيا والرقمنة، بما يتمتع به طلابها من مستوى عال من الكفاءة والتميز.
وقدر وزراء النقل العرب ورؤساء وأعضاء الوفود على المشاركة في أعمال هذه الدورة، لمناقشة الموضوعات والقضايا المعروضة، في ظل ظروف صعبة وتحديات غير مسبوقة فرضتها أحداث دولية مختلفة تسببت في تعطل سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن وضعف النظام الصحي العالمي وارتفاع تكلفة الغذاء والطاقة.
وقال وزير النقل، إن التحديات التي نواجهها حاليًا تفرض تكاتف الجميع محليًا ودوليًا من أجل التغلب على تأثيراتها للتعامل مع أوضاع غير تقليدية تفتقر إلى الاستقرار واليقين، لكن النجاح يظل رهنًا بقدرتنا على التأقلم مع الأوضاع الجديدة، والعمل على تجاوز آثار الأزمة الحالية الكبيرة للتخفيف من تداعياتها، وذلك بتعزيز التعاون والترابط بين دولنا وشعوبنا.
وأكد الوزير: أن النقل هو أحد أهم عناصر التطور في العالم بتأثيره على النمو الاقتصادي والاجتماعي للدول والمجتمعات، حيث تعتمد كل القطاعات الاقتصادية على البنية التحتية لنظم النقل المختلفة وتوفير الشبكات والربط بينها وتسهيل إجراءات حركة نقل البضائع وزيادة التبادل التجاري، بما يساعد على التنمية الاقتصادية ويشجع انتقال رءوس الأموال للاستثمار، كما يساهم فى تيسير حركة المواطنين فى التنقل فيما بين دولنا لكل الأغراض الاقتصادية والتجارية والسياحية والتثقيفية والترفيهية والدينية والعلاجية، وإنه لعلى ثقة في تضافر جهودنا جميعًا للنهوض بهذا القطاع باعتباره قاطرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وبما يحقق المصالح المشتركة لشعوبنا.
وأشار وزير النقل، إلى أن رؤية وزارة النقل المصرية تتخطى مجرد نقل الركاب والبضائع إلى المشاركة الفعالة فى ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدولة لتحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ولتنفيذ هذه الرؤية تم اتباع سياسة مرنة ومتطورة شاملة تشمل التوسع فى وسائل النقل لربط مصر بمحيطيها الإقليمى والدولى، من خلال تطوير مختلف وسائل النقل لتحقيق مزيد من التواصل والتعاون من أجل تحقيق مصالحنا المشتركة.
وأكد الوزير أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة في كل المجالات وفى مقدمتها قطاع النقل، فعلى المستوى العربى تقوم مصر بتنفيذ خطة للتعاون مع السودان الشقيق لرفع كفاءة الرصيف الحالي لميناء وادي حلفًا لتفعيل دور هيئة وادي النيل للملاحة النهرية، لتظل جسرًا للتواصل بين شعبى البلدين الشقيقين وكذلك مشروع الربط السككى الذى انتقل من مرحلة الدراسات إلى مرحلة التنفيذ، لما يعود بالنفع على البلدين من خلال زيادة حركة نقل الركاب والبضائع.
ويتم حاليًا تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع القطار السريع السخنة/ مطروح بالقرب من الحدود المصرية الليبية كمنظومة نقل سريع تربط لأول مرة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، ويمكن أن تكون نواة لمشروع استراتيجي أكبر للربط السككى بين الدول العربية في شمال إفريقيا، أما المرحلة الثانية من المشروع فتربط بين شمال مصر وجنوبها، ما سيسهم بدوره أيضًا فى تعزيز العلاقات بين مصر والسودان الشقيق.
وتابع أن هناك تعاونًا وثيقًا مع الأشقاء في الأردن والعراق من خلال شركة الجسر العربى، وكذلك في إطار آلية التعاون الثلاثى في عدد من المشروعات الهامة، لافتًا إلى التعاون والتطور الذى يشهده قطاع النقل مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، خاصةً في الاستثمار في مشروعات النقل المختلفة.
وأضاف: "نتطلع إلى العمل على تعزيز الربط مع أشقائنا في دول المغرب العربى من خلال دراسة إحياء مشاريع الربط بين دول شمال إفريقيا في إطار رؤية استراتيجية لتعزيز التعاون الإقليمي وتسهيل حركة التجارة وجذب الاستثمارات".
واستطرد وزير النقل: "أود أن أشير إلى أن النقل البحرى يحظى باهتمام خاص، وذلك بالعمل على رفع كفاءة الموانئ الحالية وإنشاء موانئ جديدة بطاقة استعابية ضخمة تتجاوب مع طموحات مصر لتصبح مركزًا إقليميًا للنقل واللوجستيات، وفى هذا الصدد أتوجه بالشكر إلى وزراء النقل العرب بدعمهم لاستضافة مصر مكتب تمثيل إقليميًا للمنظمة البحرية الدولية بالإسكندرية بموافقة لجنة التعاون التقنى بالمنظمة".
وأكد الوزير، أن مصر استضافت بالأمس القريب النسخة السابعة والعشرين لمؤتمر للاتفاقية الإطارية للامم المتحدة لتغير المناخ، وذلك للبناء علي ما تحقق في مؤتمر جلاسكو 2021 في ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه دول العالم للتوجه نحو الاقتصاد الأخضر كاستراتيجية لتقليل المخاطر البيئية وحماية كوكبنا وتحقيق التنمية المستدامة، وتخطط مصر لزيادة نسبة المشروعات الخضراء في موازنتها العامة من 15% حاليًا إلى نحو50% بهدف خفض نسبة الانبعاثات الضارة والتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة، حيث إن قطاعات الطاقة (الكهرباء والنقل والصناعة) تمثل نسبة 70% من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى في مصر، ويأتي قطاع النقل في المرتبة الثانية بعد قطاع الكهرباء تأثيرًا علي البيئة واستهلاكًا للطاقة وإنتاجًا للانبعاثات الكربونية الضارة، حيث يسهم النقل بنسبة 23% من إجمالي انبعاثات الطاقة.
وتابع: "هكذا فإننا نجتمع اليوم، وقضية تغير المناخ أصبحت إحدى أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحًا، حيث تتعلق أنظار وعقول العالم نحو خلق بيئة نظيفة ومستدامة ومناخ أكثر استجابة لمتطلبات الشعوب والظروف المواتية للحياة والعمل والنمو دون إضرار بموارد عالمنا، والتي يتعين العمل على تنميتها واستثمارها، وجعلها أكثر استدامة، ومن حسن الطالع نجاح مصر في إنهاء مفاوضات مؤتمر المناخ الماراثونية المكثفة في شرم الشيخ بالتوصل إلى اتفاق طال انتظاره يقضي بإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار يهدف إلى مساعدة الدول النامية على مواجهة التحديات المناخية الضخمة، وهو نجاح تاريخي لجميع الأطراف يأتي بعد 27 عامًا من المطالب المستمرة من قبل الدول النامية، والآن هي لحظة فارقة لتحمل الجميع مسئولياته، وخطوة مهمة نحو تحقيق العدالة ومؤشر سياسي لإعادة بناء الثقة التي كانت مفقودة بين الدول.
وأوضح وزير النقل أنه: لا يفوتنى في هذا المقام أن أهنئ دولة الإمارات العربية الشقيقة لاستضافتها النسخة الثامنة والعشرين من المؤتمر، وكلي ثقة بنجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة، وذلك يوضح أن منطقتنا العربية تحظى دومًا بموقع مركزى من قضايا وأحداث العالم المختلفة، وأشير في هذا السياق أيضًا إلى استضافة دولة قطر الشقيقة الحدث الرياضى الأكبر عالميًا وهو كأس العالم لكرة القدم والذي سيكون حدثًا عالميًا مبهرًا، بما قامت به دولة قطر من إعداد وتنظيم متميز، وأقدم التهنئة للمملكة العربية السعودية بالفوز بمقعد في منظمة الإيكاو.
وأضاف الوزير: "تتفقون معي أن الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال تندرج في مجملها فى إطار جهودنا لتعزيز علاقات التعاون بين بلداننا في مجال النقل، والتى تتسق مع توجهاتنا في السعى لإزالة العوائق التى تحول دون ذلك، والعمل على تقليص تكلفة النقل وعامل الوقت، وبما يعزز القدرة التنافسية للصادرات العربية، ولقد اجتمع بالأمس المكتب التنفيذى لمجلسكم الموقر، وأقر جدول أعمال اجتماع المجلس الوزاري فى دورته الحالية المعروض أمام حضراتكم، والذى يتضمن العديد من الموضوعات، والتي قامت الأمانة العامة بجامعة الدول العربية والأمانة الفنية للمجلس بجهد مشكور في إعدادها".
واختتم: أود أن أعبر عن اعتزازي وسعادتي بالمشاركة في هذا الجمع المتميز وباللقاء الأخوي الذى يجمع وزراء النقل والمواصلات العرب ورؤساء وأعضاء الوفود، متمنيًا لأعمالنا كل التوفيق والنجاح مع خالص التمنيات بإقامة طيبة في بلدكم الثاني مصر.