«الخير بيترد خير».. بائع فول يوزع 200 وجبة فول يوميًا بالمجان فى القاهرة (صور)
سنوات مرّت دون أن يتغير المشهد الذي اعتاده الشاب محمد حسن، ابن مركز سنورس بمحافظة الفيوم، والذي يقف على عربة فول بأحد شوارع مدينة حلوان في القاهرة.. وجبات الفول يحملها الشاب متجولًا في الشوارع المحيطة ليقدمها مجانًا للباعة وعمال ينتظرون قوت يومهم.. وجبة سريعة تُعينهم على شقاء يوم جديد هم في انتظاره.. من صنيع الشاب العشريني.
يعيش محمد صاحب الـ25 ربيعًا؛ مغتربًا في القاهرة، بعيدًا عن بلدته التي تبعد نحو ساعتين عن العاصمة.. منذ نسائم فجر كل يوم؛ يقف بائع الفول على عربته ليجهز أطعمته للمارين من هُنا.. سنوات جعلت من محمد وجهًا معروفًا بين عشاق طبق الفول صباحًا، ولكل طاهي مُحبيه.
يهتم بائع الفول بإرضاء زبائنه بأن يُحسن صنيعه؛ لكنه لا يُهمل مهمته اليومية التي أخذها على عاتقه منذ سنوات.. نحو 200 وجبة سريعة يُعدها الشاب كل يوم من أجل العمال والبائعين ورقيقي الحال من حوله.. يذهب ليوزع وجباته في مشهد اعتاده الجميع هُنا.. حتى المارة أصبحوا يعرفوا الشاب صانع الخير هنا.
«محدش يعرف بظروف حد».. يقول محمد عن مبادرته الخيرية، مضيفًا أنه يوزع من 100 إلى 200 «سندوتش» يوميًا على «الناس الغلابة» الموجودين في المنطقة التي تقع بها عربة الفول خاصته (مدينة حلوان)، متابعًا أنه يكفيه هذه السعادة التي يشعر بها حينما يشاهد ابتسامة ارتسمت على وجه أحدهم، وتلك الدعوات التي يدعون له بها مضيفًا: تساوي الدنيا كلها.. بهذه الدعوات يرزقك الله بالستر إلى آخر يوم في عمرك.
أحيانًا تنتهي الوجبات دون أن يحصل الجميع على نصيبهم منها، فيذهب الشاب لإعداد المزيد.. مضيفًا: «دائمًا الخير يُرد خيرًا.. سواء عليك أو على أسرتك.. والأموال ليست كل شيء.. فالرزق من الممكن أن يكون في أي شيء آخر.. أو تجده في والديك».
قصة محمد المغترب بعيدًا عن أسرته من أجل قوت يومه، لا تنتهي عند وجباته اليومية، لكنه يخطط لأن يخصص يومًا كل أسبوع ليقدم فيه الطعام مجانًا للجميع على عربته الصغيرة.