سر علاقة أحمد زكى وصلاح جاهين وكيف توحد مع عبد الناصر؟
عبد الناصر وجاهين وعبد الحليم "3" شخصيات توحد معها أحمد زكي، والذي تحل اليوم ذكرى ميلاده الــ 76، حيث ولد في مثل هذا اليوم من العام 1946، قدم العديد من الشخصيات الفنية والسينمائية، التي مازالت محفورة في أذهان المشاهدين من أجيال عديدة.
جسد أحمد زكي نماذج مختلفة من أطياف المجتمع المصري، والتي تنتمي إلى شرائح اجتماعية وثقافية واقتصادية متباينة، من بينها شخصيات: البواب المتسلق الطفيلي، التاجر الجشع المحتكر، الضابط في العنيف المتسلط والباحث عن العدل والحق، وهو الطبال والمدمن، وذا الوجوه العديدة في فيلمه الذي لا يتذكره الكثيرين ــ فيلم البرنس ــ وهو الملاكم، والصعيدي المطارد، والبرئ، ومصفف الشعر وغيرها.
ــ عبد الناصر وأحمد زكي علاقة الابن بالأب
في مقاله المعنون بــ “العصامي”، يشير الكاتب محمد الشافعي، إلى أن أهم ملامح شخصية الفنان أحمد زكي، هي حالة “التوحد” التي عاشها مع الثلاثي العملاق (عبد الناصر ــ صلاح جاهين ــ وعبد الحليم)، رغم أنه طوال الوقت يرفع راية “فلسفة القنافذ” التي تجعله يقترب من الناس بحساب، ويحتفظ دوما بمسافة بينه وبين الآخرين.
ولكنه مع هذا الثلاثي العملاق، أزال كل الحواجز والمسافات. فقد رأى في عبد الناصر الحلم والأمل والسند الذي يواجه به أحزانه وانكساراته، كما رأى فيه الأب الحقيقي بعد اليتم الطويل، وبعد حصوله على دبلوم الصنايع، علم أن الزعيم سوف يمر بالقطار على محطة الزقازيق، فوقف ينتظره مع عشرات الألوف من أبناء المدينة، وبعد خمس ساعات ذهب يبحث عن أي “سندويتش”، وعندما عاد لم يجد مكانه على رصيف المحطة فصعد أعلى (عمود النور) وجلس. وفجأة جاء قطار عبد الناصر فقفز الفهد الأسمر قفزة عملاقة ليجد نفسه على الأرض ــ وربما أفادته هذه القفزة في قفزته العملاقة في فيلم الهروب ــ ومن الرصيف قفز إلى القضبان، ليجري بسرعة إلى جوار القطار، وهو ينظر إلى عبد الناصر، ثم قفز قفزة كبيرة ليلمس يد الزعيم، وقد تحقق له ما أراد ليشعر بعدها أنه قد لمس يد والده، ولتظل هذه اللحظة الرائعة تعيش في وجدانه طوال الوقت.
ويلفت “الشافعي” إلى أن أحمد زكي: لم يشعر باليتم الحقيقي إلا بعد أن مات عبد الناصر، حيث ظل لمدة أربعة أيام بلا نوم أو طعام إلى أن سقط مغشيا عليه. وقد ظهر هذا العشق وذلك التوحد بين الفتى الأسمر وعبد الناصر من خلال فيلم “ناصر 56”، الذي حقق نجاحات ضخمة على كافة الأصعدة.
ــ هذا الأوبريت جمع أحمد زكي وصلاح جاهين
ويضيف محمد الشافعي في مقاله “العصامي” عن أحمد زكي، أن أول لقاء جمعه بالشاعر صلاح جاهين عندما جاء أحمد زكي ليشارك ضمن المجاميع في أوبريت “القاهرة في ألف عام”، وغضب صلاح جاهين عندما رفض سعيد أبو بكر فكرة أن يقوم أحمد زكي ببطولة الأوبريت وازداد قربا وتعاطفا مع هذا الفتى الأسمر، وطلب منه أن يأتي كل يوم ويجلس معه، ودخل أحمد زكي الفضاء إلى الجاهيني وأصبح درويشا من دراويشه يأخذ عنه أسرار الوجد والثقافة والاكتئاب.
ويلفت “الشافعي” إلى أن: عندما أراد المخرج الألماني “لاستر” أن يأخذ معه أحمد زكي إلى ألمانيا ليدرس الفن في أكبر معاهدها، رفض صلاح جاهين بقوة وقال: إن هذه الموهبة المصرية لابد وأن تظل في حضن الوطن، ولذلك كان الفتى الأسمر يؤكد دائما على أن الصداقة الحقيقية كانت في علاقته مع صلاح جاهين، الذي كان له الأب والأخ والصديق والسند النفسي الأكبر، وأن مكانته في قلبه لن تتغير أبدا، حيث كان كتلة فن متحركة، يفهم عذابات ومشاعر الآخرين من نظرة عين.