ذعر العقلية الذكورية.. عندما تحكم المرأة العالم
على مر التاريخ.. هناك نماذج عديدة من السيدات التى حكمن العالم وتولين مناصب عليا، مثل: كليوباترا وشجرة الدر وأنديرا غاندى والملكة إليزابيث الثانية ومارجريت تاتشر وأنجيلا ميركل وكريستينا فرنانديز دى كيرشنر وباك كون هيه وكريستين لاجارد وجانيت بلين.
وعلى مر التاريخ أيضاً، وبصورة خاصة خلال القرن العشرين.. تسبب حكم الرجال إلى دمار شامل تمثل فى حربين عالميين وحروب ثنائية وتوتر على مستوى العالم.. نتج عنهم موت الملايين وتشريد آلاف العائلات وتدمير مدن وعواصم بالكامل. وهو ما يرجع إلى عدم وجود مشكلة لدى الرجال فى العنف والصراع والعدوان والتنافس من أجل السيطرة والهيمنة. وهو ما يتناقض فيه تماماً مع قيم المرأة المرتبطة بالتسامح والرحمة ورفض أى سلوك عنيف.
نحتفل بالتسامح 16 نوفمبر من كل عام. وهو يوم ميلاد المهاتما غاندى، والذى احتفلت منظمة اليونسكو بمناسبة مرور 125 عاماً عليه فى عام 1994. وهو ما مهد لإعلان الأمم المتحدة لأن يكون هذا اليوم.. يوماً عالمياً للتسامح منذ عام 1995.
أؤمن تماماً ان المرأة هى رمز التسامح. وربما يكون ذلك ما دعا المفكر الشهير فرانسيس فوكوياما صاحب نظرية "نهاية التاريخ" لأن يروج منذ عدة سنوات لفكرة حكم المرأة للعالم للحد من توجهات العنف عند الرجال.. مستنداً فى إثبات نظريته على الحروب والصدامات التى تسبب فيها الرجال. أضيف اليه الارهاب والتطرف وتكريس التمييز والعنف والتهميش والتنمر والتحرش ضد المرأة.
وصول المرأة إلى المناصب العليا.. هو ببساطة اضفاء الإنسانية على قرارات ومواقف هذا المنصب.. بعيداً عن التهديد والوعيد واستخدام القوة والأسلحة. المرأة لديها القدرة الحقيقية على تطبيق تعريف التسامح الذى نصت عليه اليونسكو باعتباره "الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثرى لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية".
المرأة ليست لديها مشكلات استباقية مع الاختلاف فى الرأى. وليس لديها رد فعل عنيف تجاه الانتقاد والاختلاف. وهو ما يأتى على النقيض من موقف العقلية الذكورية التى تعتبر الاختلاف بمثابة اعلان حالة الحرب، والتنوع باعتباره حالة طوارئ. العقلية الذكورية لا ترى سوى نفسها، ولا تسمع سوى صوتها، ولا تثق إلا فى نفسها. ولديها انطباعات جاهزة لاتهام غيرها بالخداع والخيانة.. رغم أنها فى الأساس ملامح شخصية تلك العقلية الذكورية المريضة.
حكم المرأة وتوليها المناصب العليا.. أصبح واقع، وليس مجرد حلم أو أمنية أو طموح. ولكنه لا يزال حلم مزعج.. يرتقى لدرجة الكابوس للعقلية الذكورية التى ترفض تمكين المرأة. وتحرص على تسليعها.. خوفاً من إراداتها وحكمتها التى لا تستطيع العقلية الذكورية الرجعية مجابهتها سوى بالعنف اللفظى والجسدى.. بمنطق غوغائى الشارع الذين يعتمدوا صوتهم الصاخب.. باعتباره وسيلة اثبات لوجودهم الوهمى.
نقطة ومن أول الصبر..
إنسانية المرأة هى قوة وليست ضعف، وهى حكمة وليست خوف، وهى حياة وليست موت، وهى مشاركة وليست قهر، وهى حب وليست كره، وهى مستقبل وليست ماضى. حكم المرأة.. قادم.