التراب
هي حكاية شعبية، بـ تستلهم قصة النبي موسى مع عصاه، فيها من العبر، لو كتبت بالإبر على آماق البشر، لكانت عبرة لمن اعتبر، زي ما بـ تقول "ألف ليلة وليلة" بـ الظبط.
قال لك سيدنا موسى كان ماشي في الصحرا، وكان معاه 3 أرغفة، يستعين بيهم على الجوع في الطريق، لقى إنسان ماشي، فـ عرض عليه إنه يصحبه في السكة، ويتقاسموا سوا الرحلة، وتعاهدوا إنهم مع بعض ع الحلوة والمرة، ومحدش ياخد أكتر من التاني ولا يخون التاني في أي حاجة.
في الطريق جاعوا.
سيدنا موسى قال لـ الراجل إن معاه 3 أرغفة، ممكن ياخد هو رغيفين، ويدي الراجل رغيف، فـ الراجل قال له: وليه ما آخدش أنا رغيفين، وتاخد إنت رغيف؟
ابتسم نبي الله عليه السلام، وقال لـ الراجل: طيب فيه حل تاني أحسن من كدا، آخد أنا رغيف، وتاخد إنت رغيف، ونخلي رغيف لـ العشا، نبقى نقسمه سوا، الراجل وافق، وقعدوا بسملوا وكلوا وبقى بينهم عيش وملح.
بعد الغدا، النبي موسى ريح شوية، علشان يقيل، فـ الراجل عمل نفسه إنه هو كمان هـ يقيل، واستنى لما سيدنا موسى راح في النوم، وفتح الخرج بتاع النبي، وسرق منه الرغيف اللي المفروض يشيلوه لـ العشا، وهو مبيت النية إنه يفارق النبي قبل ميعاد العشا ما ييجي.
سيدنا موسى لما صحي، جبريل جاله وقال له على سرقة الرغيف، فـ النبي كان هادي، وكـ إن مفيش حاجة حصلت، كل اللي عمله، إنه فتح الخرج، ما لقاش الرغيف، فـ سأل الراجل عنه، طبعا الراجل قال له: زيي زيك كنت نايم، وحلف ع المصحف.
النبي قال لـ الراجل: طيب، اجمع لي تلات أكوام من التراب.
ليه يا نبي الله؟
اجمع بس
الراجل جمع تلات أكوام
النبي ضربهم بـ العصا بتاعته، فـ اتحولوا دهب.
الراجل عينه برقت، وزاغت ع التبر الأصفر الرنان.
النبي قال لـ الراجل: إيه رأيك؟ نقسمهم إزاي؟ أنا آخد كومين وإنت كوم؟ فـ الراجل: ما آخد أنا كومين وإنت كوم! النبي قال له: هـ أسيب لك كل الدهب، لو قلت لي: مين خد الرغيف التالت، فـ الراجل فورا فتح الخرج بتاعه، وقال له: خد رغيفك وسيب لي الدهب.
فـ النبي قال له: خلاص، خد الدهب وآن أوان الفراق.
بس الراجل دلوقتي معاه تلات أكوام دهب، مش عارف إزاي يرجع بيهم لـ المدينة، وهو قاعد يفكر في حل، لقى اتنين ماشيين في الصحرا بـ جمل، فـ عرض عليهم إنهم يحملوا معاه الدهب لـ المدينة، وكل واحد من التلاتة ياخد كوم منه.
الاتنين وافقوا، وقالوا يا مرحب يا مرحب.
بس الاتنين رجالة فكروا في فكرة، طلبوا من الراجل إنه يروح الجمل، هم حاطين عليه طعام، يجهز لهم منه شوية أكل يتعشوا. وكان غرضهم يبعدوه علشان يتشاوروا.
الراجل راح يجيب الأكل، فـ هم قالوا ليه ياخد الراجل دا كوم دهب، لما ييجي، نتكاتر عليه ونقتله وناخد الدهب كله.
الراجل قال إن الاتنين دول هـ يقاسموني في دهبي ليه؟ ما أنا أدور في الجمل على سم، أحطه في الأكل، علشان مش هـ أعرف
أقتلهم وهم اتنين وأنا واحد، وأرجع بـ الجمل والدهب.
خطة الاتنين رجالة نجحت، وخطة الراجل نجحت.
هم قتلوه، وقعدوا ياكلوا فـ اتسمموا وماتوا
والدهب رجع تراب
تاني يوم الصبح
النبي موسى كان في طريق العودة، لقى التلات جثث، وجنبهم تلات أكوام تراب، فـ قال:
فعلا يا أخي
ما يملاش عين ابن آدم إلا التراب!
وصارت مثل