وزيرة التخطيط: 50 مليار دولار تكلفة «حياة كريمة» فى فترة من 3 إلى 5 سنوات
قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن آثار التغيرات المناخية التي ستعاني منها القارة الإفريقية، والتي ستؤثر بدورها على نوعية حياة السكان الأفارقة، وخاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية.. تلك المناطق ستعاني من ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والتغيرات المفاجئة في هطول الأمطار، وغير ذلك من ظواهر الطقس المتطرفة.
وأضافت أن تلك التحديات المتتالية ستشكل مخاطر كبيرة على الزراعة والأمن الغذائي، مما قد يؤدي إلى عكس مكاسب التنمية التي تم تحقيقها.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة هالة السعيد فى إطلاق مبادرة "حياة كريمة لإفريقيا صامدة أمام التغيرات المناخية"، وذلك في يوم "الزراعة والتكيف" ضمن فعاليات الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ COP27، والمنعقد بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 7- 18 نوفمبر، بحضور عدد من رؤساء دول العالم، ومشاركة دولية واسعة بحضور أكثر من 40 ألف شخص يمثلون نحو 190 دولة، وعشرات المنظمات الدولية والإقليمية.
وأضافت "السعيد"، أن تفشي كوفيد- 19 والتحديات الجيوسياسية الأخيرة تؤثر بشكل خطير على الاقتصاد العالمي وتزيد من تعقيد التحديات التي تواجهها إفريقيا حاليًا، بما في ذلك أزمة الديون، وارتفاع التضخم والبطالة، والحاجة إلى توسيع شبكات الحماية الاجتماعية.
وقالت إنه بالرغم من ذلك؛ تمتلك إفريقيا إمكانات كبيرة لمواجهة هذه التحديات بطريقة حساسة للمناخ، حيث يتحقق ذلك من خلال تصميم وتنفيذ السياسات والبرامج التي تراعي المناخ وتأخذ في الاعتبار تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومبدأ عدم ترك أحد خلف الركب، مشيرة إلى أهمية الشراكات وتبادل الخبرات ونقل المعرفة بين البلدان الإفريقية.
واستعرضت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية خطوات نجاح مبادرة "حياة كريمة" في مصر، والتي أطلقها رئيس الجمهورية في 2019 لتحسين نوعية الحياة في المناطق الريفية، مشيرة إلى استفادة 58% من سكان مصر منها، حيث إن نحو 60 مليون شخص يعيشون في أكثر من 4500 قرية ومنطقة ريفية، موضحة أن التكلفة الإجمالية لـ"حياة كريمة" بلغت نحو 50 مليار دولار، على مدى فترة زمنية تتراوح من 3- 5 سنوات.
كما أشارت "السعيد"، إلى أنه تم إدراج مبادرة "حياة كريمة" على منصة الأمم المتحدة من قبل إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، وذلك لمراعاتها تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، من خلال اتباع نهج تشاركي لتعزيز الشراكة بين جميع أصحاب المصلحة المعنيين بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والباحثون والأوساط الأكاديمية، كما أن للمبادرة نظام رصد وتقييم محدد لضمان الشفافية والمساءلة.
وأوضحت أن "حياة كريمة" تتبنى نهجًا حساسًا للمناخ، من خلال تزامن جهود التكيف مع المناخ والتخفيف من حدته، وتعزيز مرونة المجتمعات الريفية وتحسين قدرتها على التكيف.