اللواء محمد إبراهيم: قمة المناخ انعكاس عالمى لمكانة مصر ودورها الإقليمى
قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن عقد المؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ جاء بمثابة ظاهرة كاشفة ومؤكدة لوضعية مصر على المستويين الإقليمي والدولي، وانعكاسًا لمكانتها المميزة والدور الذي تلعبه في كل القضايا.
وأضاف اللواء الدويري في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم السبت، على هامش مشاركته بقمة المناخ بشرم الشيخ، أن هذا المؤتمر أكد مدى القدرة التي تتمتع بها الدولة المصرية في المساهمة الفعالة في التعامل مع أهم القضايا التي يعاني منها العالم حاليًا وهي قضية التغيرات المناخية وتأثيراتها التي أصبحت تهدد وجود البشرية بأكملها.
وتابع أن قمة المناخ أوضحت كذلك مدى ما قامت به مصر من إجراءات إيجابية من أجل الحد من تأثيرات تلك التغيرات، حيث انتقلت مصر إلى مرحلة هامة في مجال التعامل مع هذا الموضوع من خلال العمل على الإسراع في وتيرة التحول الأخضر والتوسع في الاعتماد على الطاقة المتجددة والنقل النظيف مع اتخاذ خطوات جادة لصياغة التشريعات الضرورية لمواجهة هذه الأزمة، بالإضافة إلى طرح الاستراتيجية الوطنية لمواجهة تغير المناخ 2050.
ونوه بأن الخطاب الذي ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال المؤتمر، جاء بمثابة خريطة طريق شديدة الوضوح للتعامل مع أكثر القضايا إلحاحًا وأهمية، حيث أكد الرئيس ثلاثة محاور أساسية، الأول هو ضرورة توافر الإرادة الحقيقية لتعزيز العمل المناخي المشترك، والثاني توفير التمويل اللازم للدول النامية التي تعاني من التأثيرات السلبية للمتغيرات المناخية أكثر من أي دولة أخرى، أما المحور الثالث والأهم فيتعلق بأهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي كان شديد الوضوح والجدية عندما أكد أن الوقت قد حان من أجل أن تتحول الأهداف التي تم بلورتها في اتفاقية باريس إلى واقع ملموس وليس مجرد قرارات لا يتم تنفيذها، حيث إن المتغيرات المناخية تتزايد خطورتها وتأثيراتها وأصبحت هذه التأثيرات واضحة على حياة الشعوب وخاصة في الدول النامية، ومن ثم تم اطلاق "قمة التنفيذ" على هذا المؤتمر حتى لا يكون مجرد نسخة من مؤتمرات سابقة.
ولفت اللواء محمد إبراهيم إلى أن القيادة السياسية وفرت للمؤتمر كل عوامل النجاح؛ وهو الأمر الذي انعكس في مستوى التمثيل، حيث شهد المؤتمر حضور رؤساء أكبر دول العالم وكذا الفعاليات التي تم تنظيمها خلال أعمال المؤتمر وعكست كل قضايا المناخ، إضافة إلى التنظيم الجيد الذي أشاد به الجميع.
وأكد حرص القيادة السياسية على أن تستثمر هذا المؤتمر في عقد الاتفاقات مع بعض الدول في مجالات متعددة منها الطاقة وهو ما سوف يعود بالفائدة على الدولة المصرية.
ونوه إلى حرص الرئيس السيسي على عقد اجتماعات هامة للغاية مع بعض زعماء الدول التي شاركت في مؤتمر المناخ ومن بينها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، وهو ما يدعم العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول.. مشددًا على أن اجتماع الرئيس السيسي مع نظيره الأمريكي جو بايدن أكد بما لا يدع مجالًا للشك على عمق العلاقات المصرية الأمريكية باعتبارها علاقات استراتيجية.
وثمن اللواء محمد إبراهيم النداء الذي وجهه الرئيس السيسي إلى العالم أجمع بضرورة وقف الحرب الروسية الأوكرانية، وأن مصر على استعداد كامل للقيام بدور في هذا الشأن من أجل وقف نزيف الحرب الذي يعصف باقتصاديات العالم ويؤثر مباشرة على حياة الشعوب، معتبرًا أن هذه الخطوة غير المسبوقة هي رسالة سلام أطلقها قائد وزعيم ورجل سلام من مدينة السلام، معربًا عن أمله في أن تكون خطوة هامة لإنهاء هذه الحرب.
واختتم اللواء محمد إبراهيم تصريحاته بالتأكيد على أن مؤتمر المناخ وضع أساسًا جيدًا للتعامل بجدية مطلقة مع قضية التغيرات المناخية من حيث ضرورة التركيز على التمويل والتنفيذ؛ الأمر الذي يتطلب استمرار الزخم المترتب على المؤتمر ومتابعة قراراته والعمل على تنفيذها، بحيث لا يعقد (COP28) إلا وتكون كافة القرارات التي تم اتخاذها في هذه الدورة قد تم وضعها موضع التنفيذ.