«11 من نوفمبر».. يوم حرقت فيه مصر ذباب الجيل الرابع
حروب تقليدية بين جيوش نظامية، وحروب الدبابات والصواريخ، وحروب المناورات تلك هي الأجيال الثلاث جميعًا من الحروب على مر التاريخ والتي استهدف بها العدو مصر، أملًا زائفًا منه أن يوقعها وأن يطعن تلك الأم للدنيا، ولكن فشله استدعى يأسًا أحاطه جعله يختار "ذُبابًا" ليكون هو السلاح الجديد الذي ظن أن به سيتمكن من إسقاطها، وذلك في جيل رابع من الحروب ضدها قوامه "ذباب إلكتروني".
ما هو الجيل الرابع؟
و"الجيل الرابع" من الحروب حسب كبار الخبراء العسكريين العالميين ليست هي حرب بين جيوش تقليدية، وليست بأدوات الحروب المعتادة، بل إنها حرب من نوع أخر ضد تنظيمات منتشرة حول العالم بداخل البلاد وخارجها، وهي تنظيمات محترفة لها خلايا خفية تنشط من أجل تحقيق مصالح دول أخرى، فتضرب الدول المستهدفة في مرافقها الاقتصادية وتستخدم فيها وسائل الإعلام الجديد والتقليدي ومنظمات المجتمع المدني والمعارضة وغيرها لتحقيق مصالح العدو مستهدفة خلق البلبلة وزعزعة الاستقرار كأول خطواتها في طريقها لإسقاط الدولة.
الذباب الإلكتروني.. ماهو؟
أما الذباب الإلكترونى فهو الأداة الرئيسية للعدو في هذه الحرب، وهو تلك الحسابات الوهمية والكتائب الإلكترونية التي يديرها مرتزقة بغرض خلق حالة عدم استقرار في الأوطان والمجتمعات، من خلال نشر شائعات وأكاذيب وافتراءات لخدمة أهدافهم المسمومة، و يقودها جنود مجهولين خلف الشاشات الإلكترونية، وذلك لاستغلال أي حدث أو أزمة لبث السموم وذلك بهدف تعكير الحياة العامة وخلق حالة عدم رضا في المجتمع.
وسائل هذا الذباب الرقمي هي فبركة الأخبار ونشر الشائعات وتزييف الحقائق واجتزاء التصريحات، والدعوات للفوضى، وكذا إلقاء التهم جزافًا ونشر في سبيل ذلك الصور والفيديوهات المسيئة بهدف التشهير أو تصفية الحسابات من أجل ضرب القيم المجتمعية والثوابت الوطنية.
و من يتأمل مقصد الجيل الرابع وذبابها الإليكتروني، يجد أن ما دعت إليه مؤخرًا "الإخوانية" من محاولات تخريبية يوم 11 من نوفمبر الحالي، يقع ضمن هذه الحرب، استخدمت فيه الجماعة "الذباب الإلكتروني" من خلال الدعوات الرقمية عبر المنصات إلى هذه المحاولات البائسة، كما استخدمت الشائعات المسبقة والأكاذيب في محاولة بائسة لتقليب الرأي العام وإثارة الفتن.
صور وفيديوهات مفبركة أسبقت يوم التخريب المزمع
استخدم هذا "الذباب الإلكتروني" المتمثل في "الجماعة الإرهابية" أساليب الخداع الإلكترونية من صور لمظاهرات مدعية أنها مظاهرات سبقت اليوم المستهدف للتخريب، ولكن ولغباء العدو كشف التحليل المبسط لتلك الصور كذب وخداع هذا الذباب، فأثبت أنها صور قديمة وملفقة.
كذلك لجأ ذلك الإلكتروني إلى إطلاق "هاشتاج" كاذب يتكاثر من خلال العديد من "البوتس" "الحسابات الوهمية، يدعو فيه إلى يوم التخريب الذي أوهم تابعيه أنه يوم للحرية.
شائعات تخص مرافق البلاد
وكما أن وسائل الذباب الإليكتروني هي فبركة الأخبار ونشر الشائعات، لم تتردد "الجماعة الإرهابية" والموالين لها في الداخل والخارج من إطلاق شائعة قبل اليوم الذي حددته للتخريب لاستخدامها كتمهيدًا لإشعال النيران، كانت الشائعة هذه المرة تخص مرفق حيوي من مرافق الدولة وهو النقل، إذ أعلن "الذباب" أن هيئة النقل العام ستتوقف عن جميع رحلاتها بهذا اليوم، لتخرج الهيئة على الفور في قوة رادعة للذباب وأساليبه معلنة كذب تلك الأقاويل كذلك فتضيق الحلقة أكثر وأكثر على هذا الذباب ويزداد الخناق عليه.
جاء اليوم الذي قتل فيه الذباب قهرًا
جاء اليوم الذي دعا إليه "ذباب الجيل الرابع" منذ شهور، ليُضرب فيه ضربة قاضية على يد المواطن المصري أولًا والذي عرف قيمة بلده، وأصبح على وعي كاف بما يحدث بها، ومقارنة مستمرة عما كانت فيه من سنوات قليلة وما أصبحت فيه، لتعدو كلماته #العالم_يحترم_مصر، و#ماحدش_نزل، هي الأعلى تداولًا على جميع المنصات التي حاول عبرها "الذباب" من قبل بث سمومه، وذلك بعد أن أضحت شوارع مصر خالية في ذاك اليوم الذي حدده الذباب للتظاهرات التخريبية في ضربة قاتلة له.
ولم يُكتف بذلك بل على هذا الذباب الإليكتروني و"الخرفان" الموالية له كانت التعليقات الساخرة المنهالة من قبل المواطن المصري داخل البلاد وخارجها والتي أثبتت أن مصر تنتصر في حرب هي الأخبث، كما انتصرت من قبل في حروب ظن البعض حينها أنها لن تقوم من بعدها لها قائمة، ولكنها وصلت إلى إدهاش العالم ليقف الجميع يشاهد كيف تصنع قواعد المجد وحدها.
ولكن لماذا مصر؟
هل لأن مصر هي التي ولدت أولًا قبل أن يولد التاريخ فهي دائمًا مستهدفة؟ هل لأن موقعها في قلب العالم ونبضه فهي كذلك؟ هل لأنها أرض التوحيد والوحدة قبل أن تأتي جميع الأديان؟ أم لأن الله بجلاله وقدرته قد اختارها لتأتي أديان السماء جميعًا منها؟
عذرًا إن الإجابات ربما لم تحصى لأن الأسباب كذلك، ولكن الأمر القاطع أن مصر لم تسقط أبدًا وهي التي ذكرت في كتاب الله، ووصفها رسوله أن أجنادها هم خير أجناد الأرض، فإنه ليس للدولة المباركة ولا لخير أجناد الأرض من هازم فما البال إن كان مُحاربها "ذُبابًا".