رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في الذكرى الـ25 لرحيل سعد الدين وهبة.. التفاصيل الكاملة لرحلته مع الثقافة الجماهيرية 

 سعد الدين وهبة 
سعد الدين وهبة 

تمر اليوم الذكرى الـ25 لرحيل الكاتب سعد الدين وهبة، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 11 نوفمبر 1997، قدم العديد من الأعمال المسرحية والتي من أبرزها سكة السلامة (1964)، السبنسة، كفر البطيخ، كوبري الناموس، الحيطة بتتكلم، رأس العش. إلى جانب ذلك قام بكتابة السيناريو والحوار لعدد من الأفلام السينمائية والأعمال التليفزيونية منها: زقاق المدق، أدهم الشرقاوي، الحرام، مراتي مدير عام، الزوجة الثانية، أرض النفاق، أبي فوق الشجرة، أريد حلا، آه يا بلد آه، السبنسة، قصور الرمال، بابا زعيم سياسي.

بدأ حياته العملية ضابطًا في الشرطة، وبادر على الفور وهو برتبة ملازم أول لدخول كلية الأداب قسم الفلسلفة، وبمجرد حصوله على الليسانس تفرغ للصحافة.

وأشار الكاتب الصحفي عبد الرحمن عوف عبر مقال جاء تحت عنوان "رحلة في عقل سعد الدين وهبة" إلى أن استطاعت مجموعته القصصية الأولى "أرزاق" التي صدرت عام 1958 أن تتلمس شكلًا أكثر رحابة وبانورامية في معظم قصصها التي دلت على ما يملكه سعد الدين وهبة من طاقات متميزة في التعبير والنقد والتجسيد المتخيل".

يقول الكاتب سعد الدين وهبة عن رحلته عن فترة توليه للهيئة العامة للقصور الثقافة الجماهيرية في الفترة من 1969 حتى عام 1980، حينما عرض على الأشراف على الثقافة الجماهيرية، طلبت مهلة مدتها شهر، حتى يكون ردي عن اقتناع ، وطفت بجميع أنحاء الجمهورية، وزرت قصور الثقافة المنتشرة من أسوان إلى الإسكندرية، سواء المبنية كقصور ثقافة، أو الموجودة في فيلات أوشقق، ودرست واقع القائمين على أمر الثقافة الجماهيرية، من مديري قصور أو بيوت ثقافية، لم يكن موجودا من البيوت الثقافية في ذلك الحين إلا بيتان من بيوت الثقافة، الأول  في "كفر الشرفاء" والثاني في "دنشواي" والباقي في عواصم المحافظات، باستثناء المحلة الكبرى، فقد كان بهو قصر ثقافة في فيلا مستأجرة والجيزة أيضًا كان بها قصر في فيلا مستأجرة، وفي القاهرة كان قصر الغوري وقمت بعد الجولة بعمل تقرير في مجلد كبير كان يسمونه في الثقافة الجماهيرية "الكتاب الأزرق" لأنني سجلت فيه صورة ما شاهدته في كل أقاليم الجمهورية والأسباب التي تؤدي لعدم قيام الجهاز بدوره، مع اقتراحاتي بالعلاج للقصور الموجود في هذا الجهاز المهم.

وأكد "وهبة" على: “رسالتي في الثقافة الجماهيرية تنبع من قناعة شخصية بضرورة أن ننقل ثقافة العاصمة إلى الأقاليم من خلال الففرق المسرحية والموسيقية، أفلام السينما وفي الوقت نفسه نتيح فرصة للمواهب والهواة لكي يقدموا أعمالهم في قصورالثقافة لا كتشاف الجيد منهم وتقديمهم في اعمال فنية حسب هوايته وإجادته”.

وأضاف: “أنشأت مسرح السامر وكان دوره عرض ثقافة الآخرين في القاهرة من خلال مسرحه، وقد استفاد من تجربته الفنان زكريا الحجاي بتقديمة فرق الفنون الشعبية وامتشافات الأصوات الجيدة وتقديمها”. 

واختم وهبة: “بأن الحلول العاجلة تتمثل في أن تعود الثقافة الجماهيرية إلى منابعها الأولى، وتجديد شباب العاملين في المراكز، وأن ينشأ معهد يتبع هيئة الفنون، يهدف تأهيل الكوادر الجديدة التي تعد لمراكز الثقافة الجماهيرية، وهذا المعهد سيكون له دوره المهم، وسيعيد للثقافة في مصر دورها المهم في مجال الثقافة الجماهيرية، وتعود قصور الثقافة من جديد مركزللإشعاع، ويجد شباب مصر كل الأنشطة التي تنمي قدراتهم العقلية والجسمية، بعيدًا عما يدمرهم من تطرف وأفكار هي بالقطع دخيلة على شعبنا المصري العظيم”.

ولم ينتهي مشوار سعد الدين وهبة هنا فإلى جانب إدارته للثقافة الجماهيرية كان له مشروعه الإبداعي والفكري  المستمر والذي ظهر في صياغات إبداعية مختلفة والتي منها المسرح والسينما، وقد نال  وهبة أرفع الجوائز الإبداعية والتي منها: وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة 1965، وسام جوقة الشرف الفرنسي من درجة ضابط، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.