الشرق والغرب من أجل التعايش الإنسانى
انطلقت بالعاصمة البحرينية المنامة يومي ٣ و٤ نوفمبر الجاري أعمال ملتقى البحرين للحوار: «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني»، برعاية ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ومشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، وعدد من الرموز وقادة وممثلي الأديان والثقافات حول العالم.
وشهدت الجلسة الرئيسية مناقشة تجارب المشاركين الملهمة على طريق تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية.
وقال المشاركون إن البحرين قدمت للعالم نموذجًا فريدًا في التعايش والحوار بين الأديان، وإنها تقوم على نشر السلام والخير حول العالم وتعزيز التعايش الإنساني ونشر التسامح والأخوة الإنسانية، وإن ملتقى البحرين للحوار هدفه تعزيز الجهود التي يقودها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، لتحقيق السلام العالمي والتعايش السلمي بين جميع البشر باختلاف عقائدهم وثقافاتهم، وإن الملتقى حلقة جديدة من حلقات التعاون الفكري والحضاري والثقافي بين أصحاب الأديان.
وإن ملتقى الحوار يدعم قيم الخير والتعايش للعالم أجمع من أمن وسلام ومحبة ووئام.
وإنَّ الحوار بين الأديان أمر في غاية الأهمية، خاصة في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العالم، والتي تشهد انتشار صورة معقدة ومشبعة بعوامل متناقضة عن العلاقات بين الأديان، وإن ملتقى البحرين للحوار يعد فرصة عظيمة لالتقاء زعماء ورموز الأديان والاستماع لصوت الحكمة ومناقشة تجارب التعايش والتسامح.
وإن العيش المشترك أساس الدستور والحياة.
والوثيقة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس وشيخ الأزهر تؤكد أن الله خلق البشر لينشروا قيم الخير والسلام، وأن العلاقات بين الدول تقوم على العلاقات بين الشعوب والانفتاح على الله أب الجميع، وبالتالي الأخوة الشاملة، والدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان.
وأن العيش المشترك هو أساس الدستور والحياة والحوار اليومى بين المسلمين والمسيحيين، وأنه قائم على الحياة والمصير، والعالم اليوم يحتاج إلى التعاون بين أتباع الأديان للدعوة إلى المودة والرحمة، وألا يكون هناك تمييز بين أى شخص لأى سبب.
وقال البابا فرنسيس في كلمته:
إنّه يمكننا ويجب علينا أن نعيش معًا في عالمنا، الذي أصبح منذ عشرات السنين قرية عالميّة، حيث تُعتبر العولمة أمرًا مفروغًا منه، لكن ما زالت، ولأسباب عديدة، "روح القريّة" غير معروفة فيه، مثل الضّيافة، والبحث عن الآخر، والأخوّة. عكس ذلك، نشهد بقلق، وعلى نطاق واسع، ازدياد اللامبالاة والتهم المتبادلة، وتوسّع الخصومات والصراعات التي حَسِبنا يومًا أنّنا تغلّبنا عليها، والشّعبوية والتطرّف والإمبرياليّة التي تهدّد سلامة الجميع. على الرغم من التقدم والإنجازات العديدة، المدنيّة والعلميّة، فإن المسافة الثقافيّة بين مختلف أنحاء العالم آخذة في الازدياد، وبدل فرص اللقاءات المفيدة، نجد مواقف مشينة من المواجهة.
بدلًا من ذلك، لنفكّر في شجرة الحياة– رمزكم- وفي الصّحاري القاحلة للعيش البشري معًا، لنوزع ماء الأخوّة: لا ندع إمكانيّة اللقاء بين الحضارات والأديان والثّقافات تتبخر، ولا نسمح أن تجفّ جذور البشريّة! لِنعمل معًا، ولْنعمل من أجل الكلّ معًا، ومن أجل الأمل! أنا هنا، في أرض شجرة الحياة، زارع سلام، لأعيش أيام اللقاء، ولأشارك في منتدى الحوار بين الشّرق والغرب من أجل عيش الناس معًا في سلام. هذه الأيام تُمثّل مرحلة ثمينة في مسار الصداقة الذي تكثّف في السنوات الأخيرة مع مختلف القادة الدينيين المسلمين: فهي مسيرة أخوية تريد تعزيز السلام على الأرض، تحت نظر السماء.
ودعا فضيلة الدكتور أحمد الطيب إلى حوار بين الشيعة والسنة ونبذ الحروب والنزاعات.
والسؤال: هل سيتعلم المتطرفون قيم العيش المشترك بين الشرق والغرب؟!!