البطل الذى أنهى عملية الهجان؟!
مع بداية شهر أكتوبر الماضي بدأت معظم القنوات الفضائية المصرية والعربية في إعادة عرض مسلسل «رأفت الهجان» الأكثر جذبًا للمشاهد العربي طوال الـ35 عاما الماضية منذ عرضه الأول عام 1988 .
ومع كل مرة يعرض فيها المسلسل تتكاثر الأسئلة وتزداد عمليات البحث عن الشخصيات الحقيقة لتلك الملحمة البطولية التى جسدها على الشاشة الصغيرة نجوم كبار من الفنانين المصريين ممن استطاعوا تجسيد الشخصيات الحقيقية ببراعة مطلقة، وبرؤية المخرج الكبير يحيي العلمي وبقلم المبدع صالح مرسي الذى نقل تفاصيل الملحمة من ملفات المخابرات العامة المصرية وبعض مذكرات قادة جهاز المخابرات خاصة مذكرات اللواء عبدالعزيز الطودي، حيث كتبها بموافقة كتابية من المخابرات العامة في 208 صفحات مقسمة على 10 فصول تحمل اسم "الدموع الخمس.. مذكرات العملية 313".
وبعد أعوام من رحيل اللواء عبدالعزيز الطودى عام 2004، الذي ولد فى الثانى من نوفمبر عام 1932 وعمل فى المخابرات فى الفترة من 1957 وحتى 1977، حيث أثيرت تساؤلات حول شخصية السيد "عزيز الجبالى"، ضابط المخابرات المصرى الذى كان يتابع ملف الهجان طوال فترة عمله داخل إسرائيل بما يمكن وصفة بمهندس العملية ومديرها،
حالة التساؤل زادت حتى وصلت لدرجة الجدل بعد تصريحات للواء الراحل سامح سيف اليزل وأكد فيها أنه صاحب شخصية عزيز الجبالى الحقيقى التي جسدها ببراعة الفنان الكبير محمد وفيق، ولاقت حبًا كبيرًا من الجمهور العربي.
زاد من حدة الجدل هو ظهور اللواء سامح سيف اليزل، رحمه الله، كلاعب أساسى فى عالم السياسة بعد أحداث 25 يناير و30 يونيو مما عرض شخصه للانتقاد وصلت لحد اتهامه بادعاء البطولة، ونسب لنفسه دورًا بطوليًا لم يقم به من الأساس، وشهدت وسائل التواصل وعدد من المواقع وبعض المقالات التي تحمل هجومًا حادًا على الرجل الذى اعتاد الصمت ولم يرد أو يدافع عن نفسه، وقيل مما قيل عنه إن عمره كان 10 أعوام فقط حين بدأت ملحمة الهجان مع بداية عام 956 ، وهو المولود في العام 1946، ومالت كفة التأييد والتصديق لرواية اللواء عبدالعزيز الطودى، التى اعتمد عليها الكاتب صالح مرسي فى نسج أحداث المسلسل.
والحقيقة التى أكدتها شهادة اللواء عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية محافظ الإسكندرية الأسبق أحد القيادات المهمة لجهاز المخابرات العامة، أن كلًا من اللواء الطودى واللواء سيف اليزل صادق فيما نسبه لنفسه، وكلاهما من أبطال جهاز المخابرات العامة وأن كليهما يمثل شخصية عزيز الجبالي الحقيقي فعلًا، ولكن كل واحد منهم قام بنفس الدور في مرحلة مختلفة.
وأوضح اللواء المحجوب فى مداخلة فضائية مع أحد البرامج وفى حضور اللواء سيف اليزل داخل الاستديو أن مسلسل الهجان عبر عن العمود الفقرى للقصة الحقيقية لملحمة البطل رأفت الهجان أو رفعت الجمال أو جاك بيتون، لكن هناك تفاصيل كثيرة تعمدت المخابرات إخفاءها حتى لا تكشف عن أسلوب عملها رغم تغيره وتطويرة المستمر، وحتى لا تكشف بعض العمليات الأخرى وتشبه إلى حد كبير العملية 313.
وأضاف اللواء عبدالسلام المحجوب أنه كان رئيسًا للواء سيف اليزل فى مرحلة إغلاق أو إنهاء عملية الهجان ومن ضمن التكليفات كانت تأمين زيارة البطل رفعت الجمال لمصر عام 1978 وتأمين زيارة زوجته لمصر بعد الإعلان عن العملية، مشيرًا إلى أن مسالة إغلاق ملف عملية كبيرة كعملية الهجان ليست بالأمر السهل ولكنها مهمة صعبة ومعقدة، لما يحيط بها من سرية وتطلبت أيضًا تأمين أسرة الهجان التي كانت تنتقل بين إسرائيل وألمانيا ومنعت من دخول إسرائيل بعد الإعلان عن تلك الملحمة عام 1986.. رحم الله الأبطال وحمى الله مصر.